منذ عام تزوجت وزوجتي حامل الآن، أحب زوجتي كثيرا وأحاول إسعادها بكل طريقة ممكنة، وأقضي معها كل وقتي بعد عودتي من العمل، ولكنها تشتكي من أني لا أجلس معها، ولا أتحدث إليها، وأني لا أحبها، وهي تغار من الكتاب لو قرأت به ومن الكمبيوتر لو جلست أمامه، ومن التلفزيون والجوال، كما أنها تتضايق لو كلمني أصدقائي أو كلمتهم، وهذا يجعلنا كل يوم في خصام ونقاش حاد يصل إلى درجة قطيعة الكلام، فأنا أشعر أنها تعاملني كطفل، وهي بالمقابل تتحدث عن حبها لي وأنها لا تطيق الابتعاد عني وبأن ساعات العمل تمر ثقيلة عليها، وبأنها تنتظرني بفارغ الصبر، لا أنكر حبي لها وأحب الجلوس معها، لكنها جعلتني انقطع عن الناس، وعن هواياتي، وصرت لا أستطيع القراءة، ومشاهدة التلفزيون، الفرق بيني وبين زوجتي في العمر عشرة أعوام لصالحي، وكانت في المرحلة الثانوية ولكنها لم تكمل دراستها، وهي كثيرة الشكوى من عدم وجود فرص لتبدع وتصبح إنسانة منتجة، أحاول دائما إقناعها الالتحاق بأية دورات دراسية وفي أي مجال وأن الحياة لن تتوقف عند الثانوية، ولكنها ترفض، كيف أتصرف مع زوجتي؟. أبو سلطان جدة زوجتك سيدة طيبة ولكنها غير ناضجة، وحبها لك حب أناني غير ناضج، وكل ما أتمناه لك أن يعينك الله ويوسع لها في صدرك، فهي لا تزال بحاجة ماسة للنضج، وبحاجة لمعرفة الحب الحقيقي ومعناه، هي لا تزال تشعر بالقلق من فقدانك، والواضح إما أنها كانت تعيش في كنف أسرة أفرطت في دلالها وجعلتها تشعر أنها محور هذا الكون، وإما أنها عاشت في أسرة كانت فيها مهمشة، فنشأت تبحث عن الاهتمام، وإما أنها كانت في أسرة أجواؤها مليئة بالقلق، وإما أنك حين تجلس معها تقف لها بالمرصاد على كل حركة وسكنة، وتكثر من الانتقاد وتبحث عن عيوبها وسيئاتها، هي بحاجة لتكبر على يديك طالما أنك تحبها، وعليك أن تكون أكثر رحمة بها حين تخطئ، وابتعد بقدر ما تستطيع عن تذكيرها بأفضالك عليها، بمعنى أن لا تمن عليها إطلاقا مهما فعلت من أجلها، واجعل حبك لها حبا نقيا خالصا كحب الأم لولدها، وإن احتجت لنقدها فاجعله مغلفا بكل كياسة، ووضح لها أن هذا الحب الذي تمارسه معك حب خانق وأنك بحاجة أن تعيش حياتك بتلقائية وليس بتمثيل، واحرص على ربطها بعلاقات صداقة مع الفئة الناضجة من أهلك علها ترى نماذج للحب الحقيقي، حاول أيضا أن تؤكد لها أنك تحبها في كل الأحوال والظروف، وأنك حين تتضايق فأنت تتضايق من بعض تصرفاتها الخاطئة وليس منها، وذلك من خلال إعادة العلاقة الطيبة معها، وابتعد بقدر ما تستطيع عن مقاطعتها لمدة طويلة.