(شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي : السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... اشكر للدكتور اهتمامه بالقضايا الاجتماعية واشكر العزيزة شرق على هذه البادرة. دكتور أرسلت لك ثلاث مرات وهذه المرة الرابعة، وأتمنى أن تجد رسالتي الحل لديك وشكراً . مشكلتي هي أنني متزوج من تقريباً عشر سنوات ولدي بنتان والحمد لله ، زوجتي طيبة ومطيعة وتحبني حباً شديداً ولكن أنا لا أبادلها بنفس الشعور ، اشعر بأني لا أحبها وأتضايق من الجلوس معها وأكون متهرب من البيت ، دائماً أو جالس بغرفة لوحدي وعند دخولها أتضايق منها ، فكرت في طلاقها ولكن أقول سوف اكسر قلبها واقهرها وفكرت أيضاً في بناتي ، أن يعيشوا حياة صعبة بعد الطلاق ، أهل زوجتي طيبين أيضاً ويحبونني ويقدرونني كثيراً ، ولكن والله إني لا أشعر بحبها نهائياً وأتضايق من كلامها ومن أشياء كثيرة منها ، حاولت التحدث معها بتغير أشياء فيها ولكن دون فائدة ، فكرت بالزواج عليها ولكن لضيق الحال لا استطيع أن افتح بيتين ، أرجوك يا دكتور أريد الحل ، وأتمنى أن لا تهمل رسالتي للمرة الرابعة ،،، الاستشارة: أخي العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أود إخبارك بأني تألمت عندما ذكرت أنك أرسلت رسالتك ثلاث مرات ولم تلق أي رد على تلك الرسائل، وأن هذه رسالتك الرابعة. ولكن ليطمئن قلبك فهذه المرة الأولى التي تصلني رسالتك الاستشارية، وقد سعدت كثيراً أن منحني الله الفرصة لمساعدتك في حل مشكلتك، وأسأله التوفيق لذلك. أخي العزيز: لقد أمرنا ربنا عز وجل بحمده وشكره على النعم التي أعطنا إياها، وقد شعرت من رسالتك أنك زوج تحمد ربك على ما أنعم به عليك من نعم كثيرة، منها نعمة الزوجة الطيبة المطيعة والتي تحبك حباً شديداً، وأهلها الطيبين الذين يحبونك ويقدرونك، وأن وهبك ربي ابنتان تحبهما ويحبانك، وغيرها من النعم العظيمة التي منّ بها ربي عليك أنت تشكره عليها، فلله الحمد والشكر فكم غيرك لا يعيشون في نعم مثل هذه النعم بل ويتمنونها. فاستمر وواصل في الحمد والشكر فإنه بالشكر تدوم النعم. أخي العزيز: تشكو في رسالتك من أنك لا تبادل زوجتك حباً بحب، وتتضايق من الجلوس معها، وتتهرب من البيت بسببها. والسبب أنك تتضايق من كلامها ومن أشياء أخرى فيها لم تصرح بها. وتقول: حاولت التحدث معها بتغيير أشياء فيها ولكن دون فائدة. ولا أدري هل حاولت التحدث معها أم تحدثت فعلاً معها، ولكن لا فائدة. وأقول لك يا أخي الكريم: عندما شرع ربنا الزواج جعله مودة وسكناً، وحياة واحدة تتكون من حياة شخصين اثنين هما الزوجان، وحتى تكتمل هذه الحياة وتحقق أهدافها لابد من التوافق والتفاهم والحب الصادق، ولكي يتحقق ذلك في حياتنا الزوجية فإنه يتطلب منا أن نلبي طموحات بعضنا ونشبع رغبات بعضنا في حدود الاستطاعة والتكاليف الشرعية، ولكن! قد يخفى على بعض الأزواج والزوجات كيفية تلبية تلك الطموحات والرغبات لأي سبب من الأسباب، وهذا يتطلب منا كزوجين أن نحاور بعضنا ونكون صريح معاً. لذا فإني أرى أن تحدد الأمور التي تراها نقصاً في زوجتك والأشياء التي ترغبها فيها، ثم تحاورها حولها وتتبادل معها الرأي، وبهذا قد تستجيب زوجتك لطموحاتك ورغباتك وتحققها فتنتهي المشكلة، وقد تكتشف من هذا لحوار والمصارحة بينكما أن هذه الأمور التي تريدها لا تستطيعها زوجتك حاليا ولكنها ستحاول وتجتهد لتحقيقها لك. أخي: تصورت من رسالتك أنك لا تطلب الكمال في زوجتك لأنني أنا وأنت لسنا كذلك، ولكنك تسعى أن تكون زوجتك هي أكمل الزوجات وأحسنهن، ولكن إن لم يكن كذلك فلنتذكر أن زوجاتنا خير من زوجات أزواج آخرين. وإذا نظرنا إلى المساوئ فقط فسوف تختفي عن المحاسن، وإذ تأملنا في المحاسن صغرت دائرة المساوئ. أخي: أعجبني كثيرا رجاحة عقلك ونظرتك إلى عواقب الأمور فلم تتعجل في الطلاق لرؤيتك ما يترتب عليه، ولم تتعجل في الزواج بأخرى لمعرفتك بما يتطلبه الزواج بأخرى. ولتمتعك بهذه العقلية الناضجة فإنني اعتقد بأنك ستحاول تطبيق ما ذكرته لك من مصارحة زوجتك في تغيير ما ترغب تغيره فيها وتلبية ما تريده منها، وأنا واثق في أن كثير من الزوجات -ومنهن زوجتك إن شاء- حريصات على عمل كل ما يجعل الزوج يحبها ولا يفكر في طلاقها أو الزواج بزوجة معها. أخيراً: أتمنى استمرارك في مصارحة زوجتك بما تراه عيباً ونقصاً فيها وتطلب منها أن تكمل النقص وتتلافى العيوب، وأن تساعدها في ذلك إذا قد يتطلب ذلك وقتاً طويلاً أو جهدا بدنيا أو مبالغ مالية، واعتقد أنك ستوفر لها كل ما تحتاجه في سبيل أن تكون زوجتك أم بناتك محبوبة إليك وغالية على نفسك، ودعواتي لك بحياة زوجية ملئها الحب والحنان والتفاهم والمودة،،،، إن تحقق ما تريد أو تواصل معي على جوالي الاستشاري... الاثنين 10/2/1431ه