خلصت تحقيقات وتحريات شرطة جدة حول الجثة المتفحمة في البغدادية، التي نشرت «عكاظ» تفاصيلها الأحد الماضي، إلى أن الراحل لم يتعرض إلى اعتداء من أي نوع، واتضح أنه أضرم النار في نفسه قاصدا إنهاء حياته لأسباب لم تعرف بعد. لم توجه سلطات الامن الإتهام ضد أحد في شأن تقييد قدمي ويد الشاب الراحل، وتبين لاحقا أنه عمد إلى إحكام وثاق رجليه مع يده اليسرى قبل أن يستخدم يمناه في سكب الوقود وإشعال النار. وكانت إدارة الدفاع المدني في جدة باشرت حريق غرفة منزوية في حي البغدادية، وعثرت على جثة بنجلاديشي متفحمة مقيدة القدمين مع إحدى يديه، ما رجح وجود شبهة جنائية، لكن رجال التحقيق والتحري في شرطة البلد توصلوا إلى الحقائق كافة أمس. الجثة الغامضة استنفرت القطاعات الأمنية كافة في شرطة جدة، فأصدر مديرها اللواء على الغامدي، ومساعده للأمن الجنائي تعليمات فورية عاجلة بضرورة الكشف عن الغموض، وتولى فريق من شرطة البلد متابعة مديرها العقيد راشد السبيعي وضباط التحقيق في المركز جمع المعلومات عن الراحل. وتبين أنه من الجنسية البنجلاديشية اختار السكن وحيدا في غرفة منزوية وسط حي البغدادية. إلى ذلك عثر رجال البصمات وخبراء الأدلة الجنائية على أدلة وقرائن غاية في الأهمية في مسرح الحادث، من بينها قداحة وعبوة وقود أسفل فراش الرجل، وتنبه رجال التحقيق إلى أن الغرفة موصدة بإحكام من الداخل، فضلا عن النوافذ المغلقة المحاطة بسياج حديدي صلب يصعب معه التسلل، كما لاحظ المحققون أن الجثة مقيدة القدمين واليد اليسرى؛ وهي الدلائل التي رجحت إقدام البنجلاديشي على الانتحار وعدم وجود شبهة قتل، وعززت فرضية الانتحار خلو الغرفة من آثار العدوان والمقاومة والعبث، علاوة على أن تفحص الجثة كشف خلوها من الجروح أو الطعنات مع تأكيدات من الجيران أن البنجلاديشي الراحل ظل انطوائيا لا يخرج من غرفته إلا لماما، وإزاء كل القرائن المتوافرة والدلائل الدامغة خلصت تحريات وتحقيقات شرطة البلد إلى أن الرجل رحل منتحرا. وأبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن التحقيقات أكدت عدم وجود شبهة جنائية في الحادث.