يتقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التشاورية الثانية عشرة في الرياض اليوم. ويتابع القادة خلال اللقاء مسيرة العمل المشترك في جوانبها السياسية، الاقتصادية والأمنية، فضلا عن هموم المنطقة وملفات أخرى، سعيا لتحقيق طموحات أبناء الخليج نحو مزيد من التلاحم والتعاون والتقدم. كما يمحص الزعماء في لقائهم، آخر ما آلت إليه القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان خادم الحرمين قد وقف على الجهود التحضيرية وتراتبية أولويات الأجندة لالتئام القمة خلال استقباله البارحة الأولى لأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية. ورغم أن القمة نصف السنوية التي تدخل عامها الثاني عشر اليوم تعقد دون جدول أعمال، على نسق القمم الخليجية السنوية، إلا أن مسؤولا خليجيا أبلغ «عكاظ» أن القادة سيجرون مشاورات مهمة في الجوانب السياسية، الأمنية والاقتصادية. وعلى الصعيد السياسي سيعمد القادة إلى تداول الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها مسيرة السلام الشرق أوسطية في ظل الحديث عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وجهود الإدارة الأمريكية في الدفع قدما نحو تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة يضمن الحقوق الفلسطينية على اعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى. وأكد المسؤول الخليجي أن الوضع في العراق سيكون حاضرا في قمة الرياض التشاورية، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي يشهدها هذا البلد وتقلباته السياسية، مع تعثر تشكيل الحكومة، مبينا أن القادة سيؤكدون على أطراف النسيج السياسي احترام رغبة الناخب العراقي، وتغليب مصلحة البلاد العليا، ليعود العراق بلدا فاعلا ومؤثرا في محيطه العربي والإسلامي والدولي. ولفت إلى أن القمة ستتناول الملف النووي الإيراني والجدل المحتدم بين طهران والغرب حول استخدام طهران طاقتها النووية، وستدعو إيران إلى التجاوب مع المساعي السلمية لإيجاد حل للأزمة، مع التأكيد على ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وأمنيا، ستذهب القمة إلى التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الست الأعضاء، ومضاعفة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، تهريب المخدرات، الجريمة المنظمة وغسل الأموال. وفي هذا الصدد سيبارك القادة مقترح دولة الكويت بشأن تحديث الاتفاقية الأمنية التي وقعتها دول المجلس باستثناء الكويت العام 1994م بما يكفل توقيع هذا البلد الشقيق عليها. كما سيعلي القادة من جهود المملكة في تفكيك خلايا الإرهاب وشبكات تهريب المخدرات، التي عالجتها الأجهزة الأمنية بحرفية عالية باتت مثار إعجاب دول العالم. وفي الشأن الاقتصادي، ستطلع القمة على ما رفعه وزراء المال في الدول الست حول ما تبلور بشأن مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون، إلى جانب نتائج لجان السوق الخليجية المشتركة ومحافظي مؤسسات النقد والبنوك المركزية. ويخضع القادة إلى البحث مظاهر تطوير وتحديث مجلس التعاون الخليجي، مستعرضين ما توصل إليه وزراء الخارجية «المجلس الوزاري» من نتائج بشأن دراسة ورقة العمل التي تقدمت بها دولة البحرين في قمة الكويت حول تطوير وتحديث عمل المجلس. وسيعرب القادة عن ترحيبهم بالهدية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين باسم شعب المملكة خلال زيارته الشهر الماضي لمملكة البحرين، والمتمثلة في بناء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي بكلفة مليار ريال.