يبدو أن متطلبات الحياة كثيرة، والسعي وراء تحقيق الرغبات الشخصية صار الهاجس الوحيد ولم يجد ذوو الدخل المحدود ملاذاً من ذلك الخضم الهائل من الإعلانات المغرية التي تستنفد ما في الجيب، وحتى أصناف الطعام والشراب تنوعت من أجل أن يحقق أصحاب الشركات والمصانع أرباحاً أكثر. لكن ليس هذا ما أريد أن أذكره، هنالك ثلاثة أشياء مهمة بالنسبة لجميع طبقات المجتمع وهي الضروريات وتشمل: المأكل والمشرب والملبس ثم الحاجيات وهي التي تجعل الحياة أكثر سهولة وتخفف المشاق، ولا يجب الإنفاق على الحاجيات إلا بعد استيفاء الضروريات وأخيراً التحسينات وتتمثل في بنود النفقات التي تجعل حياة الفرد رغدة طيبة، ولا يجب الإنفاق على التحسينات إلا بعد استيفاء الضروريات والحاجيات. هنالك حلول مالية من أجل حياة مليئة بالغنى والسعادة حتى لو كان الدخل الشهري أقل من خمسة آلاف ريال، إن ما يقدمه البنك من عروض تشمل بطاقات الائتمان وغيرها من القروض تعتبر من مهلكات الاقتصاد على المستوى الفردي والعام، وأن التخلص من جميع الديون ولو بملغ بسيط شهرياً يعود بالمنفعة والراحة النفسية والاستقرار العاطفي والاقتصادي وهو الهدف الأول، ومن أهم الأشياء هو وضع خطة اقتصادية يتم فيها دراسة كمية الإنفاق على الضروريات والحاجيات ثم التحسينات وما يتطلب سداده من الإيجار والكهرباء والهاتف وكذلك الهاتف الجوال، ويعتبر أسلوب البنك الذي يقدم الإغراءات التي تعود بالمنفعة والفوائد من معوقات الميزانية الشخصية وأنا لا أريد هنا أن أركز على موضوع البنوك حتى لا يظن أحد أني لا أستفيد منها بل على العكس، إن فتح أربعة حسابات في بنوك مختلفة هي أحد الأساليب الاقتصادية التي أود ذكرها ثم أكرر الديون مهلكة يجب التخلص منها والبعد بقدر الاستطاعة عن الاقتراض، أما من كان راتبه خمسة آلاف، فكيف يقسم المال؟ أقول: المأكل والمشرب يأخذ نسبة 40 في المائة، والمسكن 15 في المائة، والاتصالات 4 في المائة، والكهرباء والغاز 5 في المائة، والملبس 10 في المائة، والعلاج 7 في المائة، والضيافة 8 في المائة، والهدايا 4 في المائة. وبالنسبة لفتح أربعة حسابات في بنوك مختلفة فحساب للمصاريف المنزلية وحساب للطوارئ وحساب يوفر فيه للتقاعد وحساب للإجازة الصيفية، قد يظن أحد أني متفائل أو متقشف بل أن هذا ما يسمى الاقتصاد فهو علم يدرس في الجامعات. مهند الفواز جدة