بداية لابد من أن نتطرق إلى نظام التشغيل الجديد لبرنامج حجز الخطوط السعودية والمسمى (أما ديوس) هذا البرنامج فاجأتنا به خطوطنا العزيزة، بل وفاجأت الموظفين أنفسهم، ومتى؟ قبل بداية إجازة منتصف العام بأسبوع واحد فقط، حيث تسبب هذا النظام في إرباك الموظفين والمسافرين مع بداية موسم الإجازة التي تزدحم فيه الحجوزات بدون (أما ديوس)، أما وقد حضر هذا الشبح فحري به أن يربك البائع والمشتري، لأن هذا البرنامج لم يتم تدريب الموظفين عليه أو تم تدريبهم فترة غير كافية لاستيعاب البرنامج.. الحاصل أنني اتصلت هاتفيا وحجزت مقعدا واحدا على رحلة السعودية رقم 1666 المغادرة من جدة إلى أبها يوم الثلاثاء 20 إبريل 2010م وزودت الموظف برقم التذكرة واستغرق مني ذلك حوالى نصف ساعة مع (برنامج أما ديوس). كنت أمام الموظف المعني بإصدار بطاقات صعود الطائرة بالمطار في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر في حين كان وقت الإقلاع في الساعة الثالثة والربع، فناولت الموظف التذكرة فأصدر لي بطاقة الصعود فشكرته ثم سألته عن رحلة العودة هل علي إعادة تأكيدها من أبها أم لا ؟ فقال لي لا أدري !!، وأردف: (نظام أما ديوس أربكنا واحمد ربك إني وجدت اسمك مسجلا عندي في الجهاز ، قبلك جاءني مجموعة مسافرين مؤكدين حجوزاتهم على التذاكر ولم أجد لتلك الحجوزات أي أثر في الجهاز الذي أمامي). مضيت إلى صالة المغادرة انتظارا لنداء وقت الإقلاع، وبعد أن أخذنا مقاعدنا على متن الطائرة وربطنا الأحزمة، وأقفلت الأبواب استعدادا للإقلاع كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف، يعني تأخير ربع ساعة عادي تعودنا على ذلك !!، وبدلا من أن يعلن قائد الطائرة إقلاعنا إلى أبها أعلن اعتذاره عن الإقلاع بسبب سوء الأحوال الجوية في مطار أبها، وأمر بفتح أبواب الطائرة وطلب منا التفضل بالخروج والعودة إلى صالة المطار لأن الوقت المتوقع قد يستغرق ساعة أو ساعتين، فتم ذلك ونزل المسافرون من الطائرة واستقلوا الحافلة الواقفة بجوار السلم وتحركت باتجاه صالة المغادرة، وعندما وصلنا أمام البوابة لم يفتح السائق أبواب الحافلة وبقينا على ذلك الحال 25 دقيقة، وهي الفترة التي يتجادل فيها موظف السعودية الذي كان في استقبالنا مع موظفي الأمن الذين رفضوا أن يدخل المسافرون من تلك البوابة، لماذا ؟، لأنها بوابة مغادرة وليست بوابة وصول.. وطال النقاش بين موظفي السعودية وموظفي الأمن، فالسعودية تعرف أننا مغادرون ويجب أن ننزل في صالة المغادرة انتظارا لوقت رحلتنا المؤخرة، والأمن يرون أننا قادمون ولسنا مسافرين ولذلك يجب أن ننزل في صالة القدوم!، فراجعت الموظف وسألته عن ذلك الموعد هل هو الموعد الأخير أم أن هناك مزيدا من التأخير؟، فرد علي: ربما يكون الأخير وربما لن يكون، وربما تلغى الرحلة نهائيا !!، وعندها نفد صبري، فطلبت منه إلغاء مقعدي وأجلت سفري إلى أجل غير مسمى، وفعل مثلي كثيرون من المسافرين بعد أن انتظرنا خمس ساعات لرحلة السعودية 1666. د. جرمان أحمد الشهري