التسيب وعدم الشعور بالتزامات المسؤولية وإدراك أن التواجد في أي موقع عمل يتعلق بخدمة الجمهور يعني الوفاء بواجبات الوظيفة وخدمة الناس بشكل تلقائي وأسلوب مهذب دون منٍ أو تعالٍ أو إخلال بحق المراجع وصاحب الحاجة، إضافة إلى عدم وجود أنظمة مراقبة تطبق بحزم وتستطيع معاقبة المتهاون، كل ذلك أفرز وضعا رديئا وغير إنساني ألبتة.. لاحظوا الفرق في أسلوب المراجعين لأي إدارة خدمة هنا وغيرهم في بقية بلاد الله، ستجدون مفارقة مزعجة هي أن المواطن في تلك الدول يذهب إلى أي موقع له فيه حاجة وهو على ثقة تامة بأن حاجته مقضية طالما هي ضمن الأنظمة والقوانين، وطالما هو مستوف لشروطها. لذلك تجده يقف أمام الموظف وهو واثق ومعتد بذاته، حافظا لكرامته، وكل ما يقوله للموظف لا يزيد عن (بليز) أريد كذا أو كذا، وبليز هذه ليست أكثر من كلمة تلقائية اعتادها الناس كتعبير عن التهذيب في المخاطبة واللياقة في الحديث بينهم، وإلا فإنها لن تؤثر في حصول الشخص على حقه أو إنهاء غرضه إذا لم يقلها.. في المقابل تأملوا ماذا يقول معظم الناس عندنا وهم يراجعون أي موظف في أي موقع كان، إنهم يرددون عبارات الاستجداء والاسترحام كأنهم يشحذون ولا يطالبون بخدمة يستحقونها من موظفين مهمتهم الأساسية تقديم هذه الخدمة على أكمل وجه.. تكفى يا أخينا .. واللي يرحم والديك خلصنا .. تكفى بالله عليك .. إلى بقية العبارات التي يمكن أن يستوعبها قاموس الاستجداء هذا .. والسبب في هذا الوضع المهين الذي أصبح شائعا هو الشعور بأن الأصل هو تلكؤ الموظف وتقاعسه في إنجاز واجبه والاستثناء هو تقديم الخدمة بصورة تلقائية .. إن الموظفين يطربون وينتشون عند سماعهم للمراجع وهو يردد تلك العبارات، ويتلذذون برؤيته في حالة الضعف هذه، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإنهم يفقدون متعتهم التي تجعلهم يتفضلون على الناس بتقديم شيء من واجبهم الوظيفي.. إنها ثقافة رديئة ومقيتة حين نرى كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يتحولون إلى شحاذين لحقوقهم الأصيلة في كافة المرافق وبعلم كل مستويات الإدارة فيها. ثقافة تمثل وضعا غير إنساني لايجب أن يمارسه الإنسان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة