يعمد الكثير من الناس إلى اتباع الغرائب في أي مجال من مجالات الحياة، سواء كانت تلك الأمور من أمور الدنيا البحتة أو من أمور الدين وتتبنى تلك الأفكار والدعوة إليها ونشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة، بل والاستماتة في الدفاع عما جاء به ليس له جني من ثمار ما يقدم عليه سوى أن يتحدث الناس عنه وعما جاء به، ولكي يقول بلسان الحال: ها أنذا ناديت فاسمعوني وأمرت فأطيعوني، وأنا الإمام فاتبعوني ولربما قال: والويل لكم إن خالفتموني والكيد لكم إن أنصفتموني. قد يتساهل أو يوجد للشخص مسوغ حينما يكون ما يأتي به من أمور الدنيا ذات المجالات المفتوحة والخيارات الواسعة، ولكن أن يأتي ذلك المشاغب إلى أمر من أمور الدين ذا مساس قوي بحياة المسلمين لم يؤثر عن أحد من المعتبرين من السلف والخلف أنه تكلم به بما يخالف فيبدأ بجمع نصوص من الكتاب والسنة ومن ثم تجييرها لحساب فكرته ولي أعناقها لتحقيق هدفه ويتلمس الاستحسانات العقلية لها من هنا وهناك، فذلك الأمر الذي لا يقبل منه قط. أما وقد كان واقعنا اليوم محشو بهذه النوعية من الناس وأن خطر الإقدام على مسائل الدين أعظم وأشد خطرا، فإني أنصح بهذه النصائح راجيا نفعها وثوابها لي ولغيري: أولا: على كل من تعن في خاطره فكرة ما وتنازعه من داخله لتتبلور على أرض الواقع، عليه أن يتريث قليلا ولا يستعجل في طرحها على الملأ فلربما خفي عليه من أمرها ما لم يكن له بالحسبان، وأهل المشورة في البلاد كثر والحمد لله. ثانيا: ما من جزئية في البلاد إلا وتنضوي تحت عباءة وزارة أو رئاسة أو إدارة أو جهة معنية، فالناصح الذي يريد الخير له وللناس يأتي البيوت من أبوابها إن كان صادقا فيخاطب المسؤولين بالطرق المشروعة الصحيحة التي تحقق المصلحة وتدفع المفسدة، وإما أن يخاطبهم من على وسائل الإعلام وعلى مرأى ومسمع من العامة والغوغائية ومن لا يحسن الاستماع والفهم والمتربصين بالناس الدوائر، فمن يصر على ذلك فيما يأتي ويذر فليتحمل نتائج ما جنت يمينه. وهو مطالب بأن يعلن وعلى الملأ أن ما أتى به لا يمثل إلا نفسه دون غيره، وهو غير محسوب على جهة خيرية أو جماعة معنية كالعلماء والدعاة ونحوهم. لقاؤنا يتجدد وأنتم بخير [email protected]