تمكنت المخرجة هناء الفاسي من إطلاق مشروع تخرجها عبر فيلم وثائقي قصير، حول دراستها وتجربتها في مجال الإخراج، وآرائها في السينما، وترى أن المخرجة لا تحتاج إلى مهارات فحسب، وإنما إلى ثقة من حولها: عاشقة القصص • ما الذي دفعك لدراسة الإخراج؟ دائما ما كنت أعشق القصص، وكنت أصمم قصصا قصيرة متحركة «أنيميشن»، إلا أنها لم تكن كافية، حيث كانت تفتقر إلى الحياة، فانتقلت إلى «الفوتوغرافيا» من خلال صور حقيقية حية، واكتشفت بعدها أن أحكي قصصي من خلال صناعة أفلام قصيرة أو طويلة. الإخراج السينمائي • أين تعلمت المخرجة هناء الفاسي فنون الإخراج؟ بعد دراستي في الإعلام (تلفزيون) في جامعة عين شمس في مصر، اتجهت لدراسة الإخراج السينمائي في أكاديمية فن وتكنولوجيا السينما للمخرج والسيناريست المصري رأفت الميهي لعامين. 4 أفلام وثائقية • كم عدد الأفلام التسجيلية التي أخرجتها؟ بدأت بمشروع التخرج، وهو «أبطال في الظل»، وكانت مدته 15 دقيقة، بعدها أنشأت وبعض الزملاء شركة أخرجت من خلالها أربعة أفلام وثائقية قصيرة، وهناك مشروعان آخران في طور التصوير، علما بأن فيلمي القصير الأول تم قبوله في مهرجان الخليج السينمائي الثالث. قضايا المرأة • هل المواضيع التي تتطرقين لها تخص المرأة؟ ليست جميعها، فقضايا المرأة هي جزء لا يتجزأ من إجمالي المواضيع التي أتطرق لها، فهناك قضايا العنصرية، الفقر، الموت والحياة، وغيرها من القضايا التي تشغل تفكير أي إنسان، والمرأة في النهاية إنسان تتشارك همومه وتتقاطع قضاياه مع الآخرين. السينما أين • من وجهة نظرك ما الذي تحتاجه السينما السعودية اليوم؟ في البداية، ليس هناك سينما سعودية حتى نقول ما الذي ينقصها، فالسينما صناعة متكاملة، بداية بمعداتها الخاصة سواء كاميرات سينمائية أو رقمية متطورة، مرورا باستوديوهات ضخمة خاصة بالإنتاج السينمائي، ونهاية بدور عرض تعرض فيها المادة المصورة، فلا يكفي بعض التجارب الشبابية، بل إن هناك مهرجانات محلية أحبطت قبل أن تبدأ لتصنع سينما سعودية حقيقية. معوقات السينما السعودية • ما العوائق التي تقف أمام تطور السينما السعودية؟ التفكير الذي يقوي فكرة حرمة السينما وخطرها، علما بأن التجربة الإيرانية أثبتت أن في الإمكان تطوير أفلام لا تخدش الحياء في شيء، وتظل أفلاما قوية ومؤثرة تحصد جوائز عالمية، ولابد أن نلاحظ كيفية الغزو الثقافي لأمريكا من خلال أفلامها، ونحن بدون أفلام نكون بلا هوية تعرف الآخرين بنا، وبعدها نتساءل كيف لهم ألا يعرفوا شيئا عنا وعن تاريخنا؟ مخاطبة الأطفال • لماذا لم نر حتى الآن أفلاما مخصصة للأطفال؟ أفلام الأطفال أصعب بكثير من الأفلام الأخرى، فهنا نخاطب عقل الطفل الذي يتساءل باستمرار، ولانستطيع أن نضحك على عقله بعمل تافه بكونه طفلا. • لماذا لاتتجهين إلى سينما الأطفال، كما فعل الكثير من المخرجين في الغرب؟ هي سينما مهمة جدا، إلا أنها قد تكون خطوة بعد تجاربي لإخراج أفلام طويلة، وهو الشيء الذي يعنيني بشكل كبير حاليا. اعتذار الرهبيني • عن مسرحية (كافيه فت فت)، قالت الفنانة وجنات الرهبيني إن المخرجة لم تعمل بالشكل المطلوب، كيف تردين على هذا الاتهام؟ تم الرد على هذا الموضوع، وأنا لا أحب اللت والعجن، فأنا راضية تماما عن طريقة عملي الذي دمجت فيه بين المسرح والسينما، ولكن هناك أخطاء لايمكن أن أتغاضى عنها في طريقة عمل وجنات الرهبيني أدت إلى انسحابي من المسرحية دون أن أوقف عرضها الذي استمر بالفعل، ولكني لم أرض أن أكون جزءا من عمل لايحترم وجهة نظر المخرج، مع وجود إنتاج ضعيف جدا لم يحقق الرؤية المطلوبة، مع العلم أنه بعد انتهاء هذا الموضوع، تلقيت اعتذارا من وجنات على مابدر منها من أخطاء، وقبلت اعتذارها. المسرح النسائي • برأيك ما الذي ينقص العمل المسرحي النسائي، والصعوبات التي تعيق العمل المسرحي؟ ينقصه الكثير، بداية من شركات مخصصة للإنتاج المسرحي، الذي يتطلب ديكورات خاصة واكسسوارات، ومعدات صوتية وأحيانا مرئية تظهر العمل بالشكل الجيد والنص المكتوب كما ينبغي، وليس مجرد عمل هواة وهو ما ينطبق على المسرح المحلي، كما أن هناك غيابا لأنواع المسرح المختلفة مثل الكوميديا السوداء، مسرح العرائس، المسرح التجريبي، المسرحيات الموسيقية والمسرح الغنائي الدرامي (الأوبرا)، وهي التجارب التي تأثرت بها شخصيا أثناء دراستي في مصر من مسرحيات تقام في دار الأوبرا ومسرح الهناجر والمسرح القومي. الممثلة السعودية • ما تقييمك لأداء الممثلة السعودية؟ بين أداء جيد جدا لبعض الممثلات، وضعيف جدا للآخر، وفي ظل عدم وجود عدد وافر من الممثلات، يصعب الحكم وتقييم الأداء بشكل حقيقي. مهارات المخرجة • ما المهارات التي تحتاجها المخرجة؟ المخرجة السعودية لا تحتاج إلى مهارات، وإنما إلى إثبات هذه المهارات، فما تحتاجه حقيقة هو ثقة من حولها من شركات منتجة وخلافه، حتى تثبت نفسها ومهاراتها بشكل أكبر، ليس هناك دعم للمخرج بشكل عام، فما بالك إن كان امرأة.