تتوج الأحداث والمناسبات الفنية في المملكة بأوبريت «وحدة وطن» مع انطلاق مهرجان الجنادرية الأربعاء المقبل، حيث مع هذا الأوبريت يضيف المهرجان إلى عقده إضافة مميزة، كتب كلماتها الشاعر ساري، ولحنها وأداها ماجد المهندس، الذي يقف إلى جانب فنان العرب محمد عبده للمرة الأولى في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، بعد مشاركة ودية بينهما على خشبة مهرجان الدوحة للأغنية قبل نحو عامين. العمل المنتظر طال الحديث عنه وعن مدى وقعه على أهل الثقافة والفنون في المملكة لأسباب عديدة، منها أنها المرة الأولى التي يكتب فيها العمل الشاعر ساري، وأن موضوع العمل المتجذر في عمق التراث ونشأة المملكة، يتحدث عن الراهن في الاتجاهات السياسية والعلاقات الدولية بين المملكة والعالم، ومن أهم هذه المحاور السلام والدعوة للحوار مع الآخر.. كذلك عدم نشر النص حتى الآن في أي من الوسائل في سابقة جديدة من نوعها في العمل الوطني السنوي «أوبريتات الجنادرية» وغيرها من الأسباب. «عكاظ» في هذا المناسبة سألت أهل الفن عن هذا الحدث، وإمكانية ما قد يحققه في ساحة الفن في الجنادرية تحديدا. مستقبل واعد أستاذ الكلمة السعودية الغنائية إبراهيم خفاجي الذي سبق له أن منح شرف كتابة هذا الأوبريت في دورته الحادية عشرة أوبريت «عرائس المملكة» قال: «أنتظر مثل غيري ما سألتقي به من جمال الشاعر ساري الذي صنع لاسمه شخصية أكثر من رائعة في عالم الأغنية، وحدث أن تابعت إبداعاته منذ منتصف الثمانينيات الميلادية عندما قدم الراحل طلال مداح العديد من أغنيات ساري كان أشهرها (قلت ذا برق تكاشف ثم ناض)، ومن حينها ألمحت لملحن العمل سامي إحسان أن مستقبلا كبيرا ينتظر كاتب هذه الأعمال الغنائية». وأكد خفاجي أنه ينتظر «بفارغ الصبر مساء بعد غد ما سيجمعنا من مشاعر جديدة بالوطن من هذا الشاعر الجميل».. ولفت إلى أنه «متشوق لسماع اللحن الذي وضعه الفنان الجميل ماجد المهندس الذي قدم لي الكثير من التحايا الجميلة بترديده الأغنيات التي سبق أن غناها طلال مداح ومحمد عبده». تمازج شعري فنان العرب محمد عبده العنصر المشارك الثابت في كل أوبريتات المهرجان منذ بدئه وانطلاقته، علق على الموضوع قائلا: «بالنسبة للشاعر ساري أرى أنني أول من يتحدث عنه بحكم تمازجي مع عطاءاته الشعرية منذ زمن طويل، وكنت من أوائل من شدا بكلماته بل الأول على الإطلاق عندما غنيت له (الله على ما صار)، وهو لم يزل شاعرا فتيا يافعا، حيث تبلورت شاعريته مبكرا.. وكانت (أذكريني) التي لحنتها لماجد المهندس في ألبومه الأخير محور تعاملاتنا المتعددة على مدى ربع قرن، وكنت سعيدا بتمكن ماجد من أداء هذا العمل للشاعر الكبير ساري الذي يقف اليوم في صف الأوائل كشاعر أغنية بارز». حالة انتظار الموسيقار سراج عمر الذي سبق له تلحين أوبريت «التوحيد» في إحدى دورات هذا المهرجان من أشعار الأمير خالد الفيصل أشار إلى أنه يتابع كثيرا عطاءات الشاعر ساري، وقال: «التقيت كثيرا مع أفكاره، لذا أرى أننا في حالة انتظار لعمل كبير وجديد في كل شيء، ربما اعتبر إضافة في مشوار الأوبريتات الوطنية في هذا المهرجان الثقافي السنوي الجنادرية، التي تشرفت بتلحيني لأحدها منذ أكثر من عشر سنوات». أصحاب التجارب الشاعرة والملحنة نسرين بنت محمد المرشحة لكتابة أول أوبريت تكتبه امرأة في مقبل الأيام يعتمد عطاؤها في المهرجان، وهو ما وعدت به من الأمير متعب بن عبد الله عبر مداخلتها في أمسية تكريم الأمير في اثنينية عبد المقصود خوجة، أوضحت «أتواجد اليوم في الرياض لأكون بالقرب من أصحاب التجارب الكبيرة في عالم الفن»، متوقعة لأوبريت هذا العام النجاح الكبير، لأن كاتبه الشاعر ساري الذي أعجب كثيرا بشعره، وسبق لي أن لحنت كثيرا من أشعاره، التي ضمها ديوانه المطروح منذ سنوات. وأفادت «الليلة تحديدا سأكون في إحدى ستوديوهات الرياض لتنفيذ بعض ما لحنته من قصائده، إلى جانب بعض قصائدي مواصلة لما سبق أن قدمته بصوت ماجد المهندس من أشعاري وألحاني، حيث سأعرض عليه بعض هذا الجديد ليغنيه»، متمنية «لو اعتمدت اللجنة قريبا النصوص النسائية لأجد نفسي واحدة من مصاف الشعراء الذين قدموا للوطن ما يستحقه وأكثر». إحساس عاطفي الموسيقار محمد شفيق الذي لحن أكثر أوبريتات الجنادرية أبدى اطمئنانه إلى ما سنستمع إليه الأربعاء، «لأن ساري شاعر كبير صاحب إحساس عاطفي ووطني كبير».