لعبت القصيدة الوطنية دورها الهام في أوبريت الجنادرية منذ بدايته قبل تسعة عشر عاماً وإلى اليوم حتى أصبح الأوبريت عاملاً فاعلاً في تقديم ثقافتنا إلى بقية الشعوب من خلال الكلمة الوطنية الصادقة في إحساسها بالانتماء لهذه التربة. وقد عانقت كلمات نجوم الشعر في المملكة العربية السعودية أسماع الجماهير عبر الأوبريتات المتعاقبة، ومنحتهم مشاعرهم الصادقة التي بثوها في كلماتهم الجميلة حضوراً في ذاكرة الوطن ومكانة في التاريخ. وتضم قائمة شعراء الأوبريت الأمير خالد الفيصل، الأمير بدر بن عبدالمحسن، الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الأمير خالد بن سعود الكبير، الأمير سعود بن عبدالله وإبراهيم خفاجي وخلف بن هذال وعبيد الدبيسي وفهد المبدل وخلف الخلف وصالح الشادي والحميدي الحربي وعبدالرحمن العشماوي وأخيراً الشاعر الأمير سعد بن سعود آل سعود "منادي" الذي ستنطلق أحاسيسه المرسلة للوطن في الاحتفالية الكبيرة لانطلاق مهرجان الجنادرية يوم غدٍ الأربعاء في مدينة الرياض. ومع أن الهدف الرئيس للأوبريت يتمثل في صياغة المشاعر لهذا الوطن المعطاء إلا أن المتتبع لسير أحداث الأوبريتات منذ انطلاقتها في عام 1409بصوت الراحل طلال مداح والفنان محمد عبده يلاحظ أن كل شاعر من الشعراء السابقي الذكر امتلك لغته الشعرية الخاصة التي جعلت كل أوبريت يحمل بصمته المميزة شكلاً وروحاً. وفي هذا التقرير سنستعرض هذه الأوبريتات منطلقين من زاوية الكلمة الجميلة التي أبدعها شعراء الوطن. اوبريت (عز الوطن) 1409ه قدم هذا العمل في الدورة الخامسة لمهرجان الجنادرية في عام 1409ه وهو أول عمل وطني موسيقي خاص بالمهرجان وتم تكليف صاحب السمو الملكي مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن بكتابة نص نشيد (عز الوطن) وقد لحنه وأداه الفنان الراحل طلال مداح لوحده بمصاحبة الفرق الشعبية التي جسدت رقصات جميع مناطق المملكة في احتفالية مثيرة عكست مدى التلاحم والمحبة. ويعتبر الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن مهندس الكلمة الشعرية العاطفية والوطنية وهو الشاعر الوحيد الذي قدم أكثر من اوبريت لمهرجان الجنادرية. نشيد (الله البادي) 1410ه أنتج هذا العمل في عام 1410ه، وهو الأوبريت الأول في تاريخ مهرجان الجنادرية من كلمات الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن وألحان محمد شفيق والذي شدا به كل من الفنان طلال مداح رحمه الله والفنان محمد عبده. (مولد أمة) 1410ه وفي أواخر ذلك العام قدم الشاعر الأمير سعود بن عبدالله رائعته وميلاده الشعري في أوبريت (مولد أمة) والتي صاغها لحناً محمد شفيق ومشاركة في الأداء من صوت الأرض طلال مداح رحمه الله وفنان العرب محمد عبده. من الكوبليهات التي شاعت وانتشرت بين الناس: معشوقتك معشوقتي تعانقت غيمه وجبل ومن المعانق أمطرت سودة عسير وغردت (وقفة حق) 1411ه وللمرة الثانية يقدم الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن اوبريت (وقفة حق) في العام 1412ه ومن ألحان محمد شفيق ومشاركة في الأداء لكل من الفنان طلال مداح والفنان محمد عبده. (أرض الرسالات) 1412ه صاغ كلمات هذا الأوبريت غازي القصيبي ولحنه الفنان محمد عبده في عام 1413ه، وأداه بالمشاركة مع رفيق دربه الفنان الراحل طلال مداح. (أوبريت التوحيد) 1414ه هو الأوبريت الأول الذي كتبه الشاعر الأمير خالد الفيصل ولحنه الموسيقار سراج عمر في عام 1414ه وقد تمت إضافة كل من عبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد وراشد الماجد إلى قائمة الفنانين طلال مداح ومحمد عبده. وقد تم إبراز التراث في هذا العمل وقد اختيرت أربع مناطق من المملكة غنى فيها عبدالمجيد عبدالله للمنطقة الجنوبية ورشاد للغربية وراشد الماجد للمنطقة الشرقية. (دولة ورجال) 1415ه ويعود أوبريت الجنادرية (دولة ورجال) في العام 1415ه بنوع جديد وخاص وتكريم داعم للنجوم وبالتالي كانت المشاركة غير المعتادة بخمسة فنانين كتجربة رائدة في مهرجان الجنادرية وهم الفنان طلال مداح ومحمد عبده وعبد المجيد عبدالله وسلامه العبد الله وراشد الماجد ومن كلمات شاعر الجنادرية المعتاد خلف بن هذال وألحان عبد الرب إدريس كمشاركة أولى لكليهما. (عرائس المملكة) 1416ه يعتبر هذا الأوبريت من الأوبريتات الضخمة كتب كلماته الشاعر إبراهيم خفاجي ولحنه المطرب محمد عبده وغنته الأصوات الذهبية في المملكة وهم محمد عبده وطلال مداح وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد في عام 1416ه. وهذه صور من لوحاته الشعرية: وقالوا هيا أوصفها ولا تبالي لأن الكل يعرفها ويعرف قدرها العالي أنا محتار ياخواني عجز حرفي بأقوالي ومين بالوصف ينصفها أحاول والرضا غالي (كفاح أجيال) 1417ه (كفاح أجيال) قدم في العام 1417ه وصاغه شعراً صالح الشادي ومن تلحين محمد شفيق وغناء كل من طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبد المجيد عبدالله وعلي عبدالكريم وعبدالله رشاد ورابح صقر. (كتاب مجد بلادنا) 1418ه وهو الاوبريت الذي كتبه الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد في عام 1418ه ولحنه محمد شفيق وغناه محمد عبده وطلال مداح وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد. ومن النصوص التي اشتهرت من خلال هذا الاوبريت: من مثله إلي يرتكي لثقل المحاميل ويشيله من مثله الي لو يجيه البحر يرعاه ويعيله من غيره الي اقعد الكرسي لمواطن يشتكي له من مثله الي شال هم الناس في صبحه وليله (فارس التوحيد ) 1419ه أوبريت (فارس التوحيد) في العام 1419ه هو الأوبريت الخاص بالمناسبة المئوية لتوحيد المملكة العربية السعودية وكتبه الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وهذا هو الاوبريت الأول الذي يضم صوتاً نسائياً من الخليج وهي الفنانة نوال الكويتية حيث قدمت رائعة (يا بعدك) كما أدى الاوبريت إلى جانب نوال الكويتية كل من محمد عبده وطلال مداح وعبادي الجوهر وكان نقلة غنائية درامية بشكل أكثر من رائع، ولحن الأوبريت الفنان محمد عبده. ان رفعت الصوت صحت يا بعدك وان قويت سكوت اه يا بعدك انت ولا الموت وماحد بعدك وين ارضك وين يادوى المجروح ان فقدتك عين مافقدتك روح انته شينك زين ارجع ومسموح (أمجاد موحد) 1420ه (أمجاد الموحد) في العام 1420ه ولأول مرة يتم اختيار الشاعر من ضمن العديد من الذين تقدموا بناء على إعطاء الفرصة للشباب والمشاركة في الأوبريت وبالتالي كانت الفرصة متاحة للشاعر عبيد الدبيسي وبألحان الملحن صالح الشهري وأداء كل من الفنان طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبد المجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن ورابح صقر وراشد الفارس.. وهو آخر أوبريت يشهد حضور صوت طلال مداح رحمه الله الذي غاب عنه في العام التالي مودعاً الحياة الفنية. (خليج الخير) 1421ه من كلمات الشاعر مساعد الرشيدي وألحان رابح صقر وقد كان مخصصاً لدول مجلس التعاون فقط وتغنى به كل من محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر واحمد الجميري ومحمد المازم ومحمد المسباح وسالم بن علي: الله الله يا خليج يا خليج الخير يالي لك وقار ولك مهابه وعندنا لك قدر عالي يالي اعماقك لألي مثل شطك هالليالي (أنشودة العروبة) 1422ه كتبه شعراً الشاعر غازي القصيبي ولحنه محمد عبده وغناه محمد عبده وصباح فخري وعبدالهادي خياط وأحمد فتحي ونور مهنا ومهند محسن وشادي الخليج. (خيول الفجر) 1423ه وهو الاوبريت من كلمات عبدالرحمن العشماوي ووضع ألحانه الدكتور عبد الرب إدريس وقام بغنائه محمد عبده وأحمد الحريبي وصباح فخري وإبراهيم حافظ من فلسطين. (عرين الأسد) 1424ه وهو من كلمات الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير والحان محمد المغيص وأداء كل من محمد عبده ومحمد عمر وخالد عبدالرحمن وعبدالمجيد عبدالله وراشد الفارس. وابتدى مجدٍ جديد كمّل المجد التليد مع سعود الطيب طبنا وفيصل الرأي السديد وخالد الخير المديد كلهم شادوا وزادوا في حضارتنا أكيد (وطن المجد) 1426ه وهو الاوبريت الذي كتبه الشاعر الحميدي الحربي ولحنه ناصر الصالح وقام بغنائه كل من محمد عبده ورابح صقر وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وراشد الفارس والملحن ناصر الصالح. (وفاء وبيعة) 1427ه جاء هذا الأوبريت متزامناً مع احتفالية تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وقد تمت مبايعته في هذا الاوبريت في قالب شعري جميل ناغى المناسبة الوطنية الكبيرة وقد قدم الشاعر فهد المبدل العديد من اللوحات الشعرية الجميلة صاغ ألحان الدكتور عبدالرب إدريس. غنى هذا الاوبريت كل من محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم واشتمل على 13لوحة واستمر إلى ما يقارب ال 50دقيقة. وقد شهد أول ظهور للأطفال حيث تغنت مجاميع الأطفال بالأغنية الشهيرة (بابا عبدالله). بابا عبدالله بابا ياغالي ينصرك المولى ويحفظك الوالي للوطن الغالي اكتب ياقلمي اكتب رفرف ياعلمي رفرف رفرف في العالي املي بعد الله بابا عبدالله (أرض المحبة والسلام) 1428ه أرض المحبة والسلام وهو الاوبريت الأخير الذي كتبه الشاعر خلف الخلف وغناه محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن وعبادي الجوهر وعباس إبراهيم والمطربة البحرينية هند ولحنه المطرب والملحن رابح صقر. يمه الوطن غالي لازم نظمه كذا مثل الفخر عالي حتى ترابه غذا يمه الوطن دافي صدره مثل احنين ووافي وقدره كبر قدري صدري وكذلك الصورة الجميلة في اللوحة الثانية: الوطن.. تاج المواطن أقرب من القلب ما كن الغلا سر المواطن يحفظ الله الوطن الوطن عز وتهيّا دونه رجال حميّا بالسياسة أو بليّا قطعوا روس الفتن (عصر العز) 1429ه أما في هذا العام فنحن على موعد مع توهج جديد واسم أثرى الساحة الشعرية بروائع جميلة غنائية ووطنية لا تنسى وها هو يكتب شعراً الاوبريت الجديد، إنه الشاعر الأمير سعد بن سعود آل سعود (منادي) الذي قدم نصاً غنائياً وطنياً جديداً سيشدو به كل من محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وعباس ابراهيم وراشد الفارس ورابح صقر.