تتجدد فرصة لقاء كبار نجوم الفن هذا المساء في التشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بعد أداء الأوبريت الافتتاحي للدورة الجديدة لمهرجان الجنادرية «وحدة وطن»، الذي كتبه الشاعر ساري، ولحنه كل من ماجد المهندس وناصر الصالح. وبدا لافتا في كل أوبريتات الجنادرية مشاركة فنان العرب محمد عبده، الذي يبرز عبر مساره هذا، كجوهرة تزداد رونقا ولمعانا في كل حضور لها أمام الناظرين.. كيف لا وهو العنصر «الثابت» وغيره «المتحول». إذ أنه بعد فقدانه زميل مشواره في شارع الفن الطويل طلال مداح الذي زين وإياه مسرح الجنادرية طوال سنواته ودوراته الأربعة عشرة الأولى التي اعتمد فيها الأوبريت من عمر المهرجان. محمد عبده الذي وصل إلى الرياض البارحة الأولى قادما من الكويت وبيروت، بدأ فور وصوله المشاركة في البروفات الأخيرة «الجنرال» قبل عرض الأوبريت الليلة، وهو يشكل مساحة في وجدان كل سعودي، فهو المتقدم دائما في جميع المشاركات الفنية الوطنية، بدءا من «أوقد النار ياشبابها»، و«فوق هام السحب»، و«الله البادي»، و«حنا للخليج رجال».. وغيرها. الذاكرة والتاريخ هذا الأسمر ليس من السهل اختصاره في كلمات، وهو الشاسع في عطاءاته وحضوره في هذه الأرض وذاكرتها وتاريخها وحكاياتها. يقول محمد عبده ل «عكاظ» التي تتابعه طوال سني الإبداع في الغناء للوطن والتغني بإنجازاته: «في أوبريت هذا العام، يلتقي الجمهور مع عمل إبداعي إنشادي جديد للوطن وعن الوطن، سطرته مشاعر كاتبه الشاعر ساري، ونرجو الله أن نوفق نحن كتيبة الأداء في هذا الأوبريت الكبير في مستواه الفني». ويضيف: «شعرت وأنا أتعامل مع النص في مرحلة التسجيل، أنني أمام نص بروح مختلفة وفكر وملامح متطلعة نحو الغد بتصويره رؤى خادم الحرمين الشريفين وطروحاته على المستوى الدولي، التي تدعو للتعايش وفتح الحوار مع الآخر ورؤى السلام. ثم إن تعاملي مع نصوص الشاعر ساري كانت مبكرة جدا في كثير من الأعمال، التي كان أحدثها منذ أشهر عندما لحنت نصه «أذكريني» لصوت المتألق الأنيق في الساحة الفنية ماجد المهندس». تناغم ووجدان • ما الذي تتوقعه ضمن ردات الفعل بعد عرض هذا العمل؟ نحن مجتمع مرتبط بالوطن والأرض وتراب الوطن الذي نعفر به وجوهنا ووجداننا، وعندما يقدم عمل لهذا الوطن الساكن في حدقات أعيننا كما في أفئدتنا، لا أرى إلا أن التناغم مع الغناء للوطن سيكون كبيرا في مداه. كما أنني علمت أن اللجنة المنظمة للمهرجان اعتمدت في هذا العام طباعة وتوزيع نحو مئتي ألف نسخة.. الأمر الذي أفرحني. أنشطة وترحال • بعد العرض هذا المساء ماهو برنامج فنان العرب ؟ البرنامج مليء بالكثير من الأنشطة والترحال، ويبدو أن برنامج الصيف هذا العام سيبدأ مبكرا.. الإعداد له يدل على ذلك، وتنقلاتي الأخيرة كانت بين لندن، بيروت، الكويت، دبي، ولندن مرة أخرى فالكويت وبيروت. من ناحية أخرى استعد الأسبوع المقبل لمواصلة الإعداد للألبوم المقبل في القاهرة. وطن الشموس من ناحيته، يتحدث الموسيقار الدكتور عبد الرب إدريس ملحن أوبريت العام الماضي «وطن الشموس» الذي كتب نصه الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن وأداه كل من محمد عبده وراشد الماجد وعبد المجيد عبدالله وعباس إبراهيم قائلا: «إن تجارب الغناء الوطني الكبيرة في حجمها والمعبرة عن ما يربط الوطن بالمواطن، والمفعمة بالصدق جديرة بكل احترام. وكم كنت سعيدا بأن يكون لي شرف تلحين العديد من الأوبريتات لهذا الملتقى الثقافي الكبير، وكان أولها الأوبريت العاشر «دولة ورجال» للشاعر خلف بن هذال عام 1415، وآخرها العام الماضي 1430 «وطن الشموس» للبدر. إحساس وتجربة أما الشاعر سعود الشربتلي فيعلق على هذا الحدث الوطني السنوي، قائلا: «الموعد السنوي للالتقاء بإبداع المبدعين السعوديين من خلال خشبة الجنادرية، الذي سيتجدد هذا المساء، سيكون إضافة للعمل الإبداعي الوطني في المملكة، فالشاعر ساري شاعر صاحب حس وتجربة جد متميزة، أجزم أننا سنلتقي اليوم مع النجاح في معانقة الوطن والتغني به وبإنجازاته. وتجارب الغناء للوطن من خلال الجنادرية كانت علامات على المدى البعيد، وشارك في تسطيرها مبدعون كبار مثل الأمير خالد الفيصل، الذي قدم مع سراج عمر أوبريت «التوحيد»، والأمير بدر بن عبد المحسن صاحب المشاركة الأكبر في هذا الملتقى الثقافي الكبير، الذي قدم العديد من الأوبريتات، كذلك الأمير عبد الرحمن بن مساعد صاحب أوبريت «كتاب مجد بلادنا»، والأمير خالد بن سعود الكبير وصاحب أول أوبريت الأمير سعود بن عبد الله وغازي القصيبي وإبراهيم خفاجي، كذلك أبدع كثير من موسيقيينا في تلحين وموسقة هذه المشاعر، وكان أكثرهم حظا في هذا التكليف أو التشريف محمد شفيق شافاه الله». وسبق أوبريت الدورة الجديدة الكثير من الأوبريتات الوطنية، وتجيء دورة الخامس والعشرين بعد «24» أوبريتا كان أولها «مولد أمة» للشاعر الأمير سعود بن عبد الله، وآخرها «شمس الشموس» للبدر الساطع في الكلمة الغنائية السعودية.