في كل عام ل(الجنادرية) ملحمة تجسد من خلالها الأدوار التاريخية التي قام بها مؤسس هذه البلاد والملوك من بعده الذين أرسوا قواعد الوطن، وأكملوا مسيرة نهضته، وتستعرض هذه المنجزات من خلال لوحات (أوبريت) الجنادرية الذي صار عرفا دائما للمهرجان منذ أول أوبريت نموذجي في عام 1410ه، وعادة ما يحمل الأوبريت رسالة ومضامين تخص العام نفسه يمتزج بها الفن مع الثقافة، وينصهر بها الإنسان مع أرضه في لوحات فلكلورية تعبر عن مكنونات داخلية، وعن إرادة وطن وأبناء يسعون للنهوض به في كل المجالات.. وهنا نستعرض في لمحة موجزة أهم مراحل أوبريت (الجنادرية) منذ اللحظة الأولى لانطلاقته التاريخية.. البداية (مولد أمة) شهد المهرجان الوطني السادس للتراث والثقافة الذي افتتح في 3/8/1410ه انطلاقة أول أوبريت وطني نموذجي وكان (مولد أمة) من كلمات الأمير سعود بن عبدالله وألحان محمد شفيق وغناء النجمين طلال مداح (رحمه الله) ومحمد عبده. وارتبط الجمهور السعودي بهذا الأوبريت كثيرا، ويعتبر من أجمل ما قدمت (الجنادرية)، وشكل نقلة نوعية للشاعر الأمير سعود بن عبدالله، والجمهور دائما ما يردده رغم مضي أكثر من 20 عاما، ومن كلمات الأوبريت الخالدة: معشوقتي.. معشوقتي منها بدت هجرة نبي.. وفي أرضها نزل الوحي.. يبقى على طول السنين (وقفة حق) بعد الأحداث وتضمن أوبريت (وقفة حق) في المهرجان الوطني السابع للتراث والثقافة الذي افتتح في 9/8/1412ه تسليط الضوء على عدد من الأحداث التي مرت بها المنطقة آنذاك، وكان الأوبريت من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، وأداء الفنانين طلال مداح ومحمد عبده، وحظي الأوبريت بتفاعل شعبي كبير، نظرا إلى أهمية القضية التي تطرق لها. حضور القصيبي والفصحى من المراحل المهمة في الأوبريت هو انتقاله إلى المفردة الفصحى عندما تم تكليف الدكتور غازي القصيبي بكتابة أوبريت (أرض الرسالات والبطولات)، وكان ذلك في عام 1413، واستمر قطبا الأغنية السعودية في تقديم أغاني الأوبريت، وكان من ألحان الفنان محمد عبده، وإخراج خالد الطخيم. خالد الفيصل للمرة الأولى في الأوبريت التاسع وقع الاختيار على الأمير خالد الفيصل لكتابة الأوبريت، الذي اختار له اسم (التوحيد) عام 1414ه، نقطة التحول الكبيرة في المهرجان هو دخول عدد من الفنانين للمرة الأولى، ووقع الاختيار على الفنان عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعبدالله رشاد للمشاركة بجانب صوت الأرض وفنان العرب. خبرات أوروبية شهد الأوبريت العاشر (دولة ورجال) الذي كتب كلماته الشاعر سعد خضر تطورا إخراجيا من ناحية الصورة وتوزيع الفرق الشعبية، وتمت الاستعانة للمرة الأولى بخبرات أوروبية لإخراج الأوبريت بالمظهر الذي يعكس تطوره، وغنى في الأوبريت سلامة العبدالله وعبدالمجيد عبدالله بجانب الاسمين الثابتين. خفاجي والعرايس يعتبر أوبريت (عرايس المملكة) الذي كتب كلماته الشاعر إبراهيم خفاجي ولحنه الفنان محمد عبده إحدى المراحل في مسيرة الأوبريت، من ناحية الصورة والحس الموسيقي، وحاول القائمون على المهرجان إضفاء لمسة خاصة عليه. أوبريت المئوية أتى المهرجان الوطني ال14 للتراث والثقافة الذي افتتح في 6/11/1419ه امتدادا للمهرجانات السابقة وحدثا استثنائيا في كل شيء؛ حيث تزامن مع مناسبة عزيزة وهي الذكرى المئوية لتأسيس السعودية على يد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) لتأخذ نشاطات المهرجان بعدا تنظيميا وبرامجيا وتجهيزيا ونشاطيا مختلفا يتواكب وحجم المناسبة، وكان الأوبريت تحت عنوان (فارس التوحيد) وهو ملحمة شعرية غنائية وحدث فني استثنائي لما جسده من ملحمة الجهاد والتوحيد والبناء في عرض درامي مثير تكامل فيه الإبداع الشعري والتقنية المتعددة في الإخراج، وكان هذا العمل الفني الكبير مسرحية شعرية غنائية استعراضية صاغ كلماتها الأمير بدر بن عبدالمحسن ولحنها الفنان محمد عبده وأداها كل من طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله. حضور خليجي وتضمنت نشاطات المهرجان الوطني ال16 للتراث والثقافة الذي افتتح في 22/10/1421ه، أوبريتا غنائيا بعنوان (خليج الخير) من كلمات الشاعر مساعد بن ربيع الرشيدي وألحان الفنان رابح صقر، وشارك في أدائه للمرة الأولى عدد من الفنانين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهم أحمد الجميري من البحرين، ومحمد المازن من الإمارات، ومحمد المسباح من الكويت، وناصر صالح من قطر، وسالم بن على من عمان، إلى جانب الفنانين السعوديين محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر. مشاركة عربية بعد أن توسع الأوبريت خليجيا عاد ليكون أكثر امتدادا في عامه ال17 شهد مشاركة عربية عبر عودة الدكتور غازي القصيبي لكتابة أوبريت (أنشودة العروبة) بمشاركة عدد من الفنانين العرب، حيث شارك فيه محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله واليمني أحمد فتحي وشادي الخليج وعبدالهادي بلخياط ونور مهنا وهاني شاكر. وفاء وبيعة وفي يوم الأربعاء 15-1-1427ه رعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود انطلاق الدورة ال21 للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، وشمل حفل الافتتاح إقامة سباق الهجن والحفل الخطابي والفني الذي تضمن عرض أوبريت (وفاء وبيعة) الذي كتبه الشاعر فهد المبدل ولحنه الدكتور عبدالرب إدريس وغناه كل من محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم. أوبريت (وحدة وطن) ينتظر الجمهور هذا العام الأوبريت الذي بدأ طاقمه التحضير له مبكرا، وتم اختيار « وحدة وطن » ليكون عنوانا له، الأوبريت كتب كلماته الشاعر ساري ولحنه الفنان ماجد المهندس والفنان ناصر الصالح، ويؤديه محمد عبده، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد، عباس إبراهيم، ماجد المهندس والطفل خالد الجيلاني وأداء درامي الفنان راشد الشمراني، كما يشارك صوتا الفنانة فدوى المالكي والفنانة يارا، وستنفذ قناة M B C التلفزيونية هذا الأوبريت.