في الوقت الذي ظهرت فيه نداءات عجيبة لتعطيل مشروع ترجمة الروايات السعودية، وأحرقت خلاله يد آثمة خيمة نادي الجوف الأدبي، وتعرض فيه الدكتور علي الرباعي ل(مرمطة) في قسم الشرطة بسبب مداخلة عادية جدا في نادي الباحة الأدبي، في الوقت الذي يواجه فيه معرض الكتاب حملات تشويه ظالمة وكأنه مهرجان للرقص والمجون، في هذا الوقت الصعب بالذات .. فازت رواية الزميل عبده خال بجائزة مرموقة لتثبت أن الأدب السعودي أكبر من كل العراقيل، فالذهب يزداد لمعانا حين يشتد طرقه. بالطبع لم يكن الاحتفاء بفوز عبده خال مشابها للاحتفاء الذي لقيه الروائيون المصريون في بلدهم حين فازوا في النسخ السابقة من جائزة بوكر، فالعقلية التي تصنف عبده خال على هواها تتناسى دائما أنه أديب سعودي .. لقد سألوه في معرض الكتاب الماضي: (وش ترجع؟!)، وهم اليوم يترددون كثيرا في التعبير عن فرحتهم بهذا الإنجاز لأنهم مشغولون بتقليب نوايا عبده خال والبحث عن مواطن السواد في قلبه!. نحن هكذا دائما .. حتى في كرة القدم، فحين يفوز منتخبنا الوطني في إحدى المباريات فإن فرحتنا تكون مشروطة بأن يكون اللاعب الذي سجل الهدف هلاليا أو اتحاديا أو نصراويا، وحين تحقق باحثة سعودية إنجازا عالميا نتناسى الإنجاز الذي حققته وننشغل في نقاشات تتعلق بشكل حجابها أو جذورها العائلية، نحن نفكر دائما في الشخص ولا نفكر في عمله وهذا شكل من أشكال التفكير الرجعي. من الطبيعي أن الكثير من الناس لا يحبون قراءة الروايات، أو أنهم يحبون الروايات ولكن لا يحبون ما يكتبه عبده خال، ولكن الشعور الطبيعي عند قراءتهم خبر فوزه بالجائزة هو الفرح العفوي لأنه أولا وأخيرا أديب سعودي، افترضوا أنكم قرأتم خبر فوز أحد السعوديين بميدالية ذهبية في التزحلق على الجليد ألا يعد هذا خبرا جيدا، أم أننا سوف ننشغل بالتشكيك في قيمة هذه الجائزة لأننا لا نملك جبالا جليدية ونفضل لو وجه اهتماماته نحو (التطعيس)؟!. الأمم التي تحتفي بمثقفيها وأدبائها تدرك جيدا أن هذا الاهتمام ستكون له آثاره الإيجابية على حضورها السياسي والاقتصادي والثقافي بين سائر الأمم، والأدب السعودي اليوم يتقدم ليحتل مكانة رائدة تليق بهذا الوطن العظيم، وإذا استمرت العراقيل التي توضع في طريق الأدب فإن صورة هذا المجتمع سوف تبقى بين خيارين: مناحي أو غشمشم!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة