وها هو الشيخ عبد الرحمن البراك (غفر الله له) يضيف قنبلة جديدة من قنابله الحارقة الموقوتة والتي لا تنفجر في حينها بل تحتاج للوقت كي يأتي من ينزع فتيلها ويحولها إلى متفجرات حقيقية تنسف أي مجتمع يسعى إلى الآمان وخلق أجواء الحوار والقبول بالآراء المختلفة وتعايش الأفكار والمذاهب جنبا إلى جنب. وقنبلة الشيخ البراك من القنابل العنقودية فقد أفتى بأن «من استحل الاختلاط فهو مستحل للمحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا، فيعرف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله». هكذا وجب قتله!. ولكي يزيد فتواه حموضة وحرقة وصف الشيخ البراك الرجل الذي يسمح لأخته أو زوجته بالعمل أو الدراسة مع الرجال بالشخص «الديوث». أي أن هذه الفتوى لن يسلم منها أي مواطن فإما أن يكون كافرا أو ديوثا، ولم تكن فتوى الشيخ متروية أو متأنية أو مراعية لاختلاف العلماء حول حكم الاختلاط ولم تراع الفتوى أيضا أنواع الاختلاط، فهل تتحمل ذمة الشيخ تكفير علماء آخرين أفتوا بجواز الاختلاط، وهل يكفر الشيخ علماء كأحمد الكبيسي أو العوا أو الشيخ عبد الحميد الأطرش أو بقية علماء الأمة الإسلامية الذين يجيزون الاختلاط .. وهل ستجد هذه الفتوى مناضلين أشاوس من مريدي الشيخ في تطبيق حكم الردة والتكفير والقتل لمن أجاز الاختلاط؟ وهل يعلم الشيخ أنه بهذه الفتوى يكفر كل البلدان الإسلامية مجتمعة، وإن أردنا التقليل سنقول إن الفتوى تكفر تسعة أشعار الأمة (لنكون نحن العشر الذي نملك الحقيقة)،فإن الشيخ البراك لن يجد من ينفذ حكم القتل على أمة كاملة (أو تسعة أشعارها) يعيش أفرادها في حياة مختلطة فرضتها الحياة والعقل السليم .. وهل يرى الشيخ أن المسلمين فقط هم من يعيش في إطارنا الجغرافي فقط ومنهم خارج هذا الإطار ليس لهم دين ولا ملة. ثم كيف للشيخ (وقد بلغ 77 عاما) يحمل ذمته قذف ذكور أمة كاملة بأنهم ديوثون حين يسمحون لزوجاتهم أو بناتهم بالعمل في الأماكن المختلطة، وهل يعرف أنه يصيب بفتواه كل من تعمل في مستشفى أو مطار أو في الحرمين الشريفين وأن فتواه تطول كل رجل سمح لابنته أو زوجته بالدراسة في الخارج (وما أكثرهم) وإذا خرجنا بفتواه على العالم الإسلامي فجميع ذكور الأمة ديوثون (وفق الفتوى). لنترك (فتوى) البراك، ونتحدث عن ردة فعل العلماء الذين صمتوا عن مثل هذه الفتوى (وهم كثر أيضا)، لماذا هذا الصمت حيال فتوى يمكن أن تزلزل المجتمع كاملا؟. فليس من المعقول أن تمر هذه الفتوى (من يوم الأحد إلى اليوم السبت) من غير أن نجد عالما من علمائنا يوقف توقيت هذه القنبلة الناسفة. والصمت حيال هذه الفتوى من قبل العلماء إما موافقة لها (وهذه كارثة) وإما خشية من فقد الشعبية التي يتمتعون بها (وهذه أطم من الأولى) وإما مهادنة لتيار المتشدد وخشية على فقد مكتسبات خاصة (وهذه أيضا كارثة). ولأننا تغريبيون وعلمانيون وصبية صحافة (وكل الألقاب التحقيرية) لا يجوز لنا الاعتراض على المشايخ، فلماذا يصمت المشايخ على فتوى يمكن أن تزلزل الداخل ويمكن لها أن تجوب العالم الخارجي كتأكيد لإرهاب الدين وتشويه الدعوة الإسلامية في العالم الخارجي. وفي رأيي أن الذي يلام هم الصامتون على مثل هذه الفتوى ولا يلام البراك لأنه ألف على إخراج فتاوى تفجيرية. فهل سيستمر صمت مشايخنا؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة