طالب عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام بن عبد الملك آل الشيخ بإعادة النظر في المسائل الفقهية الاجتهادية التي بحثها الفقهاء قديما بما يتوافق مع الواقع المعاصر، مؤكدا أن التقنية أثرت على الخلاف الفقهي حتى صارت ترفعه أو ترجح أحد القولين على الآخر، وأن الحلول التي قدمها الفقهاء قديما كانت تتناسب مع زمانهم. وأوضح آل الشيخ «ليس من الحق والعدل إعادة دراسة المسائل الفقهية الاجتهادية القديمة التي بحثها الفقهاء دون أن ننظر إلى الواقع المعاصر الذي نحن فيه الآن، لذلك فإن هذه التقنيات الحديثة أثرت تأثيرا بالغا في كثير من المسائل الفقهية التي درسها واجتهد فيها الفقهاء السابقون، وهذا مما يدعو العالم وطالب العلم والمجتهد إلى أن يعيد دراسة تلك المسائل وينظر في الواقع المعاصر ويربطها بواقع الناس المعاصر». وأرجع عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء ضرورة إعادة دراسة هذه المسائل إلى تقدم الزمن وظهور التقنيات والمخترعات الحديثة التي كشفت عن حلول أخرى مناسبة لكثير من المسائل الفقهية الخلافية التي اختلف فيها الفقهاء من قبل وأصبحت الآن متوافقة مع معطيات العصر. وأكد أنه «ليس كل الأحكام تتأثر بتغير الزمان والمكان والعرف والعادة، أن هناك أحكاما ثابتة لايمكن أن تتغير أو تتبدل»، مبينا نطاق المسائل التي يرى فيها إعادة النظر بأنها «الأحكام الاجتهادية التي ليس عليها دليل أو نص من الكتاب والسنة، وليس هناك دليل صريح صحيح يدل عليها»، مشيرا إلى أن هذه التقنيات جاءت بأمر جديد يستدعي إعادة دراستها مرة أخرى مع النظر إلى تأثير هذه التقنيات. ومثل آل الشيخ لهذه المسائل بتحديد القبلة التي جاءت التقنية باستحداث وسائل وطرق لتحديدها بدلا عن الطرق التي حددها الفقهاء قديما، كالنظر في النجوم والاتجاهات، مبينا أنه «يمكن ذلك بإدخال إحداثيات الكعبة في أجهزة متطورة لتحديد القبلة»، ومسائل أخرى كثيرة.