مذبحة صامتة تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، وتعمد إلى تصفيتهم ببطء وبدون ضجيج، تحت ذريعة إصابتهم بأمراض خطيرة. فمنذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 توفي 60 أسيرا بأمراض خطيرة مختلفة، كما يوجد حاليا 19 أسيرا أصيبوا بأمراض سرطانية وأورام خبيثة، وهؤلاء هم جزء من 1500 أسير، يعانون من علل مختلفة في سجون الاحتلال، إضافة إلى الأمراض التي تزرعها إسرائيل خلال التجارب الطبية في أجساد المعتقلين الفلسطينيين أثناء وجودهم في السجون. وزارة الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية أكدت، على لسان وزيرها عيسى قراقع، وجود سياسة ممنهجة من قبل إدارة سجون الاحتلال تعمد من خلالها على زرع الأمراض في أجساد الأسرى، إضافة إلى إجراء أبحاث لأدوية وعقاقير عليهم دون علمهم. مؤكدا أن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بأنه «مذبحة صامتة»، حيث يجري قتل الأسرى ببطء وبدون ضجيج، ويدلل على ذلك بالعديد من حالات الأسرى الذين دخلوا سجون الاحتلال وهم أصحاء وغادوره وهم يعانون من أمراض فتاكة، مثل ما حدث مع الأسير المحرر محمد العملة الذي استشهد قبل أيام بعد إصابته بفشل كلوي خطير، رغم أنه أمضى ثلاث سنوات في السجن ولم يكن يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله. ويستند قراقع إلى العديد من شهادات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذين يتحدثون بوضوح عن وجود تلذذ بمعاقبتهم والتفنن في تعذيبهم وهم مرضى من قبل أطباء ومجندين، سواء أثناء الاعتقال أو التحقيق معهم، ويؤكد قراقع وجود مؤشرات تدلل على وجود سياسة إسرائيلية تدعم البطش بالأسرى المرضى واستغلال مرضهم ومساومتهم على تقديم معلومات لأجهزة الأمن الإسرائيلية أو حتى إبعادهم عن الوطن مقابل تقديم العلاج لهم. ووفقا للشهادات التي تجمعها وزارة شؤون الأسرى، فإن الأسرى المرضى يتعرضون لصنوف متعددة من التعذيب والمعاناة، مؤكدة أن المحققين يستغلون الحالات المرضية للأسرى لانتزاع اعترافات منهم أو الاقتصاص منهم، كما حدث مع الأسير ناهض الأقرع الذي يعاني من تعفن قدمه منذ عامين وترفض إدارة السجن بترها، رغم طلبه تنفيذ ذلك للتخلص من الألم الذي يعيشه.