سئل أحد المشاهير العالميين ماذا أعطتك الشهرة وماذا أعطيتها أنت؟ فقال: أعطتني الشهرة حب الناس وأعطيتها كثرة المقلدين لي في العالم!. الشهرة شيء جميل طبعا إذا ما كانت في أي عمل شريف وهي لا تنحصر على مجال دون غيره ، فقد نجد المشاهير في ميادين مختلفة الرياضية والاجتماعية والأدبية والفنية وغير ذلك. وبلا أدنى شك فإن للشهرة ضريبة يعرفها من يعرفها ويجهلها من لا يعرفها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن ذلك المشهور مراقب من الجميع في كل حركاته وسكناته، في كلامه وسكوته، في قيامه وجلوسه، بل حتى في أكله وشربه وبيته وحياته الخاصة، فهو لم يعد ملكا لنفسه وأسرته الخاصة، بل أصبح ملكا لأناس كثير لا يعرفهم ولم يلتقيهم أبدا، لكنهم يعرفونه عز المعرفة بل ويعرفون عن حياته أحيانا أكثر مما يعرف هو عنها. فضلا عن أن الكثير من المشاهير قد يلزم منزله أكثر الوقت حتى يتفادى نظرات الآخرين ومراقبتهم له في الشارع أوفي السوق أو أي مكانٍ قد يتواجد فيه، وقد يكون في أسرته أحيانا، وهذه قد تكون أقل ضريبة في عالم الشهرة. ولذلك فإن المشاهير عليهم مسؤولية كبيرة في كل ما يقومون به من تصرفات يقلدهم بها الصغار والمراهقون على وجه الخصوص، لذا فإن من الواجب على المشاهير أن يكونوا قدوة حسنة لهؤلاء الناشئة، لأننا نشاهد بعض الإخوة المشاهير في مجتمعنا يتصرفون وكأنهم في منأ عن الآخرين من خلال ملابسهم، وقصات شعورهم، بل حتى كلام بعضهم وطريقة مشيهم، وفي المقابل تجد أولئك المشاهير الذين يدركون ذلك جيدا فيوظفون ذلك في الخير من خلال ما تجده فيهم من أخلاق عالية، وتواضع، وسلوك حسن في كل تصرفاتهم مما يجعل الأطفال يقلدونهم التقليد الحسن، بل إن بعضهم يقوم بأعمال دعوية وخيرية وإنسانية يبتغي بها وجه الله ثم خدمة وطنه ومجتمعه، وهنا تكتمل الصورة الحسنة للقدوة الحسنة، لنقول في النهاية رفقا بأطفالنا أيها المشاهير رفقا. راجح ناصر البيشي جدة