«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا. بلغة تخلو من معاناة الذات، وتنأى عن العزف على الوتر الحزين .. اعترفت ضيفة «من فيض» الكاتبة والصحافية ناهد سعيد باشطح بفشلها عن التعبير بلغة الصمت، رغم محطات الحب الكثيرة في حياتها، ولكونها دارسة لعلم النفس ومناهضة لسياسة العنف ضد المرأة والطفل، وضعت عبوات ناسفة في جيوب المعنفين. • كيف تعرفين ذاتك؟ نقطع مسافة زمن طويل حتى نعرف أنفسنا. أنا بسيطة عفوية أحاول أن أكون دائما أفضل وأجمل. • من أنت في بيت شعري؟ الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه. «نزار قباني». • ما الذي لا تعرفينه عن نفسك؟ أحاول أن أتعرف أكثر على نفسي، لو سألتني ما الذي لا يعرفه الناس عني!. • لو عدت بذاكرتك إلى الطفولة .. هل كنت تعتقدين أنك ستسلكين طريق الحرف؟ لو عدت إلى الطفولة لغيرت أشياء كثيرة. • المهد في ربوع (الرياض)، فيم يختلف عن غيره؟ فقط لأنها الرياض، فيها ذكريات البراءة والحرية. • كيف تصفين بداياتك في اقتحام هم الكلمة؟ كانت حماسية، وإن كانت على استحياء. • قلم يضيرك جفافه .. من صاحبه؟ لا أقرأ القلم الجاف. • كتاباتك تلقى القبول سريعا .. ما هو السر؟ القبول والرفض كلاهما اهتمام أتمناه. • هل تشعرين بالرضا عما قدمت في مشوارك مع الحرف؟ إلى حد ما، رغم أني أتمنى لو أعطيت العمل الصحافي اهتماما أكبر. • كيف تواجهين ذاتك عندما تنأين بكتاباتك عن واقعك؟ أحب الحرية، لكن دون خيال جامح. • هل تردين على ناقد متحامل؟ لا، لأنه يواجهني بنية مبيتة. • حبر قلمك يتراوح بين «الجفاف والفيضان»ما السر؟ لأنني في الأصل إنسان. • أين تضعين ذاتك في خارطة المثقفات السعوديات؟ في الخارطة لا أحب أن أكون، لأنني أكره الحدود. • بصراحة أتريدين أن يقال عنك جميلة أم مثقفة؟ لا أريد أن يقال عني جميلة أو مثقفة، أريد أن يقال إني إنسانة. • رغم حصولك على درجة الماجستير في علم النفس، إلا أن كتاباتك تخلو من معاناة الذات، بماذا تفسرين ذلك؟ الذات نحن، ونحن نعاني لكنني لا أحب في كتاباتي أن أعزف الوتر الحزين. • متى تجدين نفسك راغبة في العزلة؟ لا أحب العزلة أبدا. • متى يكون الصمت (ضجيجا)؟ عندما نصمت عن حقوقنا الضائعة. • عندما ولجت أعماق المرأة .. ماذا وجدت؟ العطاء والقدرة على البقاء. • كان سرا وتريدين البوح به للمرة الأولى؟ إنني أحاول منذ سنتين، أن أودع الصحافة. • ما الذي يميز الرجل الشرقي؟ غيرته إن كانت معتدلة. • هناك مقولة تشير إلى أنه كلما زاد وعي المرأة أمعن الرجل في الحد منه وتثبيطه .. ما قولك أنت؟ كلما زاد نجاح المرأة أغرى الرجل بتهميشها وتكسير مجاديفها إن لم تستعمل ذكاءها. • كيف للمرأة أن تؤجج فكر الرجل بالإبداع؟ ولماذا تحتاج المرأة أن تؤجج إبداع الرجل، وأين أدواته هو؟. • ما أجمل ما قيل فيه من الشعر؟ بيت يتغزل بالرجل؟ عسى أن أتذكر بقايا شعر قديم في وقت صار الشعراء أكثر من عدد حبات رمل الصحراء. • المثقفة في مجتمعنا لا تقبل النقد (غالبا) .. هل يجب أن تكون سياستنا (رفقا بالقوارير)؟ فتش عن المرأة التي لم ترب ذاتا قوية، ولا ترفق بالقوارير في النقد أرفق بهن في إطار الإنسانية. • القراءة غذاء فكري.. في أي وقت تفضلين وجبة (القراءة)؟ الآن لم أعد أفضل .. صرت اقتنص أي فرصة كانت. • بوصفك امرأة كيف استطعت تعويض نقاط ضعفك؟ بالتركيز على نقاط القوة والضعف. • تشكل الثمانينات لجيلكم ذروة الوهج الإبداعي .. لماذا؟ لأنها الثمانينات زمن طفرة الإبداع الفطري. • «الصمت» أجمل لغات الحب.. كم مرة «تحدثت» بهذه اللغة؟ كثيرة لحظات إحساسي بالحب، لكني لا أحب لغة الصمت. • تاريخ العشق لماذا ينطلق من الليل؟ لا أعترف بالزمن في العشق. • ماذا يجول بخاطرك الآن؟ كيف أن بعض الأسئلة تسافر بنا إلى البعيد. • هل بحثت عن الشهرة يوما؟ لا جاءتني على غفلة وأعطتني خيرها وشرها. • تلاطم أمواج البحر .. ماذا تستوحين منه؟ تناقض الإنسان. • هل تضيرك الأسئلة الفلسفية .. أم أنك تعشقينها؟ أعشق الفلسفة، والأسئلة الفلسفية تستطيع حمل المعاني العميقة. • ما هي غلطة العمر التي وقعت فيها؟ إني كنت عفوية في علاقاتي الإنسانية. • ألم يغرك الغرب في الإقامة بين ربوعه؟ لا مطلقا. • هل سبق أن دخلت في نقاشات بيزنطية مع أحد؟ في الماضي نعم، أما الآن فلا. • هل تعتقدين أن «البرامج الحوارية» سينعكس أثرها على شعوبنا العربية، بحيث تحترم الرأي والرأي الآخر؟ نحتاج المزيد من الوقت لتنضج عواطفنا. • كل سلوك بشري يهدف إلى غاية ما .. ما هي غاية سلوكك؟ حسب السلوك والموقف، لكني أرفض الميكافيلية. • متى نسيت أنك امرأة؟ لم أنس قط أني امرأة. • أدبنا عربي .. ونقدنا (غربي) كيف؟ لأن أدباءنا انشغلوا وانغرسوا في الكتابة، ونقادنا انشغلوا بالشخصنة في الكتابة. • النقد لماذا .. يبدو أحيانا جارحا؟ لأنه يتجه إلى الذات وليس العمل أو الإنتاج. • ولماذا يخرج عن الموضوعية؟ أيضا لأنه يستهدف الأشخاص وليس الأعمال. • ما رأيك بالموروث الثقافي؟ جزء أصيل لا يجب أن يهمل. • شاعر.. ولكنه في الدرك الأسفل من الشعر؟ من يقول الشعر ليكسب المال. • ما آخر ديوان شعر لفت انتباهك؟ لا زلت أحن إلى ديوان قديم للشاعر فايق عبد الجليل «رحمه الله» كان لدي وفقدته وما زلت أبحث عنه. • عبوة ناسفة في جيب من تضعينها؟ في جيب رجل يعنف امرأة أو طفلا، مع أني لا أتخيل نفسي أقبض بيدي عبوة ناسفة. • ما أمنيتك التي لم تتحقق؟ أن أقدم دراسة علمية يمكن تطبيق توصياتها، تساعد النساء اللواتي يعانين القسوة على العيش بسلام. • ماذا تعني لك السعادة؟ أن أرى بناتي سعيدات. • وماذا يعني لك المال؟ أن أسعد نفسي والآخرين به. • ما اللغة الأصلح للحياة؟ لغة الهدوء والحوار بعقل. • متى شعرت بالغربة والوحدة؟ عندما أفكر بالمستقبل أشعر بالوحدة. • لديك رسائل .. لمن توجهينها، وماذا تقولين فيها؟ * إلى زوجي وبناتي: أنتم حياتي التي أعيشها بحب. * إلى أبي وأمي: لا شيء يعدل ما قدمتماه لي من الحب والحنان. * د. غازي القصيبي: إداري حازم بقلب شاعر، وشاعر بعقل إداري. * تركي السديري: ربما وصلت إلى الرياض الصحيفة متأخرة كطالبة تدرس من «منازل»، لكنني تعلمت منك الكثير، دمت رمزا للصحافة. * خالد المالك: الإرادة القوية لتحقيق ما يريد من نجاح. * د. تركي الحمد: عمق الفكر ممزوج بالفلسفة. * محمد أبا حسين: لم يترك لك الوقت فرصة صناعة حقيقية لصحافة المرأة السعودية. * الدكتورة لطيفة الشعلان: في أي صحف الأرض حط قلمك الآن؟. * إلى الصحافة: برغم حبي لك، إلا أن فيك من المجهول ما لا يغري بالبقاء في أحضانك. * إلى النساء: القوة والسعادة لا تنبع إلا من الذات. ناهد سعيد محمد باشطح • كاتبة وصحافية سعودية تعمل في صحيفة الرياض. • عملت 16 عاما في مؤسسة الجزيرة للطباعة والصحافة والنشر. • أسست مركز المرأة السعودية الإعلامي في أغسطس 2003م وهو المركز النسائي الأول من نوعه في المملكة في الاستثمار الإعلامي. • فازت بجائزة المرأة العربية المتميزة في حقل الصحافة والإعلام، من قبل مركز دراسات مشاركة المرأة العربية في باريس في دورته الرابعة لعام 2007م. • رشحت عام 2005م من قبل مركز دراسات مشاركة المرأة العربية في باريس في دورته الثانية للحصول على جائزة المرأة العربية المتميزة في حقل الصحافة والإعلام. • كرمها الاتحاد النسائي في أبو ظبي ضمن الاحتفالية الأولى بيوم المرأة العربي في فبراير 2002م، لحصولها على الجائزة الأولى في مسابقة أفضل مقال لفائدة الصحافيين العرب، التي ينظمها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر» مع مؤسسة الحريري عن مقالها «حداثة المرأة العربية في القرن الواحد والعشرين» المنشور في صحيفة الشرق الأوسط ديسمبر 2001م. • كرمها نادي دبي للصحافة في أبريل عام 2001م لحصولها على جائزة الصحافة العربية المكتوبة عن أفضل تحقيق صحافي لعام 2000م عن موضوع «العنف تجاه المرأة العربية» المنشور في مجلة المجلة مايو 2000م. • أنشأت عام 2000م بجهد ذاتي موقعا شخصيا على شبكة الإنترنت، تمارس من خلاله الصحافة الإليكترونية. • كتبت في عدد من الصحف العربية والمحلية، كصحيفة الوطن والشرق الأوسط. • حاليا تكتب عمودا صحافيا في صحيفة الرياض، بعنوان: «مسؤولية».