وهب الله الإنسان العقل وأضفى عليه هالة من الرزانة، ومنحه فطرة اتزانه، ومنح حامله أحقية التبصر والتروي في تصرفاته وسلوكياته، مابين الشقاء والسعادة، فإن تحكم العقل تحكما قيما فيما يصبو إليه من العلوم والمعارف القيمة والآراء السديدة، فإن ذلك حتما سيعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة المرجوة، الخالية من التشويش والمغالطة والتشدد، الذي يغيب العقل ويسلك مسلك النقل، الذي لا يمت للحقيقة بصلة. أما حينما تتغلب على أحدهم مسألة النقل، ومسألة النقل هذه كلمة عامة ربما نجدها عند إنسان لم تكن لديه خلفية عن تلك الحكاية التي تناهت لمسمعه وتغلبت عليه سمة النقل عنده، سواء كانت كتابة أو كلاما عاما، فهذا ينم عن جهل فاضح أريد به ممارسة الغوغاء المبنية على المغالطة الجاهلة بنقل هذه أو تلك المعلومة الخاطئه.. ولكن حين يأتي ذلك من رجل فاهم ويتمتع بوعي تكون عملية النقل مقصودة، وسيئة للغاية ترك من خلالها أعمال العقل في سبيل جهالة النقل! وكثيرا ما قرأنا أو سمعنا عن هذا أو ذاك من يغالط ويصر على أقواله ومزاعمه وهي محض ادعاءات كاذبة ضد الغير من الناس من أجل النيل من هذا أو ذاك من الناس، والمراد من كل ذلك تشويه كل ماهو جميل قصد به الهدم وليس البناء,فحينما نطالع كثافة الردود (النتية) المتشددة وكأنها مبرمجة ملؤها الحقد وادعاء الغيرة العمياء الجاهلة ضد مقالة تفند المزاعم التي تحط من قدر واقتدار «الآخر» من مشاركته بالآراء السديدة، فيما أريد طرحه ومناقشته من أجل الاستنارة لإيضاح ما ينبغي إيضاحه. إذن كيف يتسنى لنا أن نكون مجتمعا حضاريا ذا ثقافة راقية تبعد عنا وصمة الجمود والتخلف، وقادرين على خلق فضاءات ثقافية متنوعة، تحتسب لنا وليس علينا، في مصاف الدول المتحضرة ذات الثقافات الحضارية المتعددة. كيف يكون لنا ذلك طالما نكذب ونترصد بعضنا ؟!. ونفتش عن الأشياء «الوضيعة» ونضخمها ونعمل على تسويقها لبث روح الكراهية وتكريس المعاداة، أليس من الأجدر بنا أن نتجاوز هذه المثالب ولا نكون كالثعالب الماكرة؟! التي سمتها الغدر والتربص ب «الطريدة»، وهذه ليست من سمة مجتمعنا الذي لا تعول عليه مثل هذه الصفة المقيتة بشي من الإفادة، بقدر ما هي زيادة للفرقة والانشقاق بين بعضنا.. ونحن كشعب يعيش في أطهر بقعة على وجه الأرض.. وندين بديننا السمح الذي سمته المحبة والأخوة والتعاضد. وأنه من عجب العجاب حينما يثار الغبار حيال موضوعا تنويريا أريد به إسعاد ورقي المجتمع. حين تهال عليه الشكوك والطعن به، وكأن يراد بالحياة العودة للوراء، لزمن الجمود وبلادة الأذهان، حين أتى هذا الجدل «المقيت» في افتعال الحروب النفسية عبر حجج واهية ومبررات واهنة ما أنزل الله بها من سلطان.. فمن المستفيد من كل ذلك ؟ بينما الدول العربية قاطبة تسير توجهاتها الثقافية والتنموية بكل ثقة وفرح ومتناغمة مع شعوبها. دون تدخل كائن من كان. في سبيل رقيها وتقدمها نحو حضارة تنشدها لمجتمعاتها علما وعملا للمصلحة العامة.. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة