راسلتني سيدة فاضلة تعقيبا على مقالي «المدمنون على المخدرات .. أين الملاذ؟» المنشور بتاريخ 9 يناير 2010م، ومن حروفها تتصاعد رائحة الصبر ومشاعر الأسى، وأورد تعقيبها في مقال اليوم بعد قراءة سريعة في تصريح مدير المستشفى الدكتور أسامة إبراهيم وموظف يعمل في مستشفى الأمل في جدة أرجع أسباب هروب المدمنين من المستشفى أخيرا، إلى تقاعس الموظفين عن أداء واجبهم والحالة النفسية للمرضى خلال فترة العلاج، إلى جانب المعاملة السيئة وتعمد الإهانة والإهمال وسوء التغذية. ويعزو مدير المستشفى الدكتور أسامة إبراهيم الهروب إلى تراجع البرنامج العلاجي الذي قدم للنزلاء من الإدارة السابقة، ويؤكد ل«عكاظ» أن «المرضى يخضعون لبرنامج العلاج الشمولي وهو من أفضل البرامج في العالم». وتعليقي هنا: متى يعترف بفشل البرنامج كيف يصنف البرنامج بأنه الأفضل على مستوى العالم ونتائجه «هروب جماعي»، وتلقى اللائمة على تقاعس الموظفين فقط وكم موظفا متقاعسا تتم معاقبته، ولماذا ننتظر تعريض حياة المرضى للخطر حتى نعلن الحقيقة، أليس هذا من أنواع الفساد الإداري والوظيفي..؟ أما الموظف الشاهد على ما يحدث في المستشفى فاتهم العاملين «بسوء التعامل مع المرضى وتعمد إهانتهم، وأن البرنامج الحالي يفتقر للأسلوب العلاجي المتطور للمدمنين، ما ضاعف رغبتهم في الهروب والعودة للإدمان، إضافة إلى تخلي أسرهم عنهم في فترة العلاج»، وهنا مؤشرات توحي بعزل المدمن عن المجتمع، في حين يجب أن يشمل البرنامج شرط قبول المدمن مع تكثيف احتكاكه بأسرته حتى يكون تواجدهم حافزا تشجيعيا لشفائه، وما يحدث في مستشفياتنا المخصصة للتعافي من الإدمان يحتاج رقابة ومحاسبة وتقييما مستمرا وإجراء حوارات مع النزلاء حول أداء العاملين، وتطويرا للبرامج يحقق الأهداف التي من أجلها اعتمدت المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان. أحسن مدير المستشفى بإفصاحه عن نتيجة التحقيق في فترة تعتبر قياسية خلافا لما اعتدناه في مثل هذه الحالات والتصريح بالمناسبة يحتوي معلومات معروفة عن معاناة النزلاء والتي يؤسفني أنها حدثت تحت السمع والبصر، حتى سجل النزلاء موقفهم بالهروب الجماعي، وأتمنى أن يطال العقاب كل من له يد في تطفيش هذه الفئة. وبالعودة إلى والدة المدمن مفطورة الفؤاد راسلتني تشرح معاناتها وفي ملاحظاتها إعلان لوجود تسيب وإهمال وفساد وتعد سافر على حق الإنسان في العلاج وحق المدمن في التعافي والعودة إلى طريق الصواب، ويجب أن يعلن عن المتجاوزين ويحاسبون بالتشهير بهم حتى يرتدع من تسول له نفسه لاحقا تكرار ما حدث. تقول أم عبدالعزيز: «لي ولد مدمن في مستشفى الأمل في جدة وله شهران فيها، يشتكي من سوء المعاملة والضرب والإهانة التي يجدها في المستشفى، وأقول له أصبر نتيجة حاجتنا للعلاج والعافية، ولاحظت من خلال زيارتي له الإهمال الشديد في كل شيء ولا نستطيع إعلان التذمر لأننا وجدنا له سريرا بصعوبة بالغة». [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة