ابنتي عمرها 10 أعوام، تدرس في الصف الرابع الابتدائي، تعاني منذ دخولها المدرسة من عدم الانطلاق في القراءة أو الإجابة الشفويه، وتلجأ أغلب الأحيان إلى البكاء عند تلاوتها للقرآن مما يصعب الأمر عليها، ولم أكتشف معاناتها هذه إلا في نهاية السنة الثانية من التحاقها بالمدرسة، وقد ضاقت علي الدنيا بما رحبت لأنني أخشى أن تستمر معاناتها فتفشل في دراستها. زرت مدرستها والتقيت بمعلمة القرآن التي قالت لي إن طفلتي يتعثر صوتها عند تلاوة القرآن (علما أن ابنتي تذاكر جيدا في المنزل) استشرت أحد أقاربنا وهو متخصص في علم النفس، فقال لي إن السبب قد يكون من المعلمة أو أن طفلتي تعاني من رهاب اجتماعي، وفي هذه الحالة لا بد أن تقرأ أمام أشخاص من أقاربها وممن هم حولها، وهذا هو نفس توجه معلمة القراءة، واستغللت اجتماع العائلة أيام العيد بعمل مسابقات بين الأطفال وأشركتها بينهم وكانت جريئة في السباق حتى أنها فازت عليهم، ومع ذلك استمرت مشكلة طفلتي وأصبحت تشعر بالإحباط وبدأت تفكر في الانتقال من المدرسة (علما أن طفلتي تعاني من التأتأة منذ أن كان عمرها عامين، ولا تظهر لديها إلا في مواقف الخجل أو الخوف). أم أشواق مشكلة طفلتك بلا شك أنها ذات صلة قوية بخوفها الاجتماعي وحرجها من مواجهة الغرباء، ومثل هذه الحالة لا تناقش بالمنطق العقلي المحض، ولا تحل بالنصائح الموجهة لصاحب المشكلة، ولكنها تواجه بعلاج الأسباب الكامنة وراءها. والملاحظ أن معلمة القرآن ومعها معلمة القراءة غير مؤهلتين لعلاج حالة ابنتك، لذا نصيحتي لك البحث عن مدرسة فيها من يساعد طفلتك على التخلص من المشكلة، كما أن اصطحابها لمركز علاج مشاكل الكلام ستكون له فائدة كبيرة، وكل ما أخشاه أن نقلها من المدرسة مع بقاء المشكلة قد لا يفيدها كثيرا، فسارعي للبحث عن مركز لعلاج مشكلات الكلام في منطقتك وستجدين لديهم ما يخلص ابنتك من مشكلتها.