الرُهاب الاجتماعي * أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً ، و أعمل في القطاع الحكومي ، مشكلتي هي الرُهاب الاجتماعي ، كما شخّصها أحد الأطباء النفسيين. فلا أستطيع الحديث مع الغرباء ، وأجد صعوبة بالغة في التحدّث مع زملائي في العمل ، أما رؤوسائي في العمل فإني أتحاشى مقابلتهم ، وحتى لو كان لي حق ويتطّلب ذهابي لمديري في العمل فإني أتنازل عن هذا الحق ولا أعرّض نفسي للأحراج وعدم قدرتي على الحديث أمام مديري. أتعالج الآن بعلاج دوائي وسلوكي و لكن لا أشعر بتحسّن كبير. سمعت أن الرُهاب الاجتماعي هو أكثر الاضطرابات النفسية في المملكة ، فهل هذا الكلام صحيح؟ و ماهو علاج الرهُاب الاجتماعي؟ خ.ص - عزيزي الأخ الكريم ، أعرف مقدار ما يفعله الرُهاب الاجتماعي و تأثيره على حياة الانسان في جميع مناحي الحياة. وبالنسبة للعلاج الذي تتعاطاه للرهاب الاجتماعي والذي غالباً ما يكون علاجاً مضاداً للاكتئاب ، فهو يساعد ، خاصة إذا تم التزاوج بين العلاج النفسي (السلوكي – المعرفي) و العلاج الدوائي. عدم استجابتك متوقعة ولكن يجب ألا تيأس من العلاج ، فربما يحتاج إلى زيادة الجرعات و كذلك إلى وقت لكي يأخذ العلاج النفسي وقته. ربما تكون بحاجة إلى علاج دوائي آخر وكذلك طريقة أخرى للعلاج النفسي. حول سؤالك عن أن اضطراب الرُهاب الاجتماعي هو أكثر الاضطرابات النفسية ، فبعض الابحاث والدراسات ذكرت أن مشاهدات الأطباء النفسيين السعوديين وكذلك غير السعوديين بأن أكثر الاضطرابات النفسية هو اضطراب الرُهاب الاجتماعي وهذا مبني على مشاهدات وملاحظات للأطباء الذين عملوا في المملكة العربية السعودية. من ناحية الأسباب لهذا الاضطراب فلا توجد أسباب واضحة ، و أود أن أضيف أن الرهاب الاجتماعي ايضاً منتشر في الدول الأخرى ففي الولاياتالمتحدةالامريكية يأتي اضطراب الرُهاب الاجتماعي في المركز الثالث في الأمراض النفسية ، وفي استراليا أجريت دراسة على المراهقين (بنين وبنات) في سن الثامنة عشرة ووجد أن النسبة تصل إلى 11% وهذه نسبة مرتفعة. علماً بأن الرُهاب الاجتماعي يظهر في سن مبكرة حيث يبدأ في سن المراهقة ، و في المملكة أشارت إحدى الدراسات إلى أن سن ظهور الرهاب الاجتماعي هو الرابعة عشرة. و من المعلوم أن الرُهاب الاجتماعي دائماً ما يقترن بالاكتئاب حيث إن ما يقارب من 50% من الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي يُعانون أيضاً من الاكتئاب لذلك فإن الأدوية التي تُعطى لعلاج الرُهاب الاجتماعي تُساعد على علاج الاكتئاب المرافق للرُهاب الاجتماعي. لا تستجيب للعلاجات الدوائية * أريد أن أعرض مشكة ابنتي التي لا أعرف ما الذي تُعاني منه ؛ فهي تكذب بصورة مرضية وهذا أوقعنا في مشاكل عديدة مع الأهل والأصدقاء . عرضناها على طبيب نفسي ووصف لها أدوية مضادة للذُهان ولكن لم يتحسّن شيء. سؤالي هل هناك علاج لمثل هذه الحالات لأننا في المنزل نُعاني من مشاكل كثيرة بسبب هذه السلوكيات. ع.م - للآسف الشديد فإن مثل هذه الحالات قد لا تستجيب للعلاجات الدوائية ، وربما تساعد في علاجها العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي والسلوكي. هذه مشكلة كبيرة في المنزل بالنسبة لكم ، ولكن يجب أن تتعاملوا مع الواقع و تحاولوا أن تحدوا من سلوكياتها التي تعتمد على الكذب الذي تقوم به. أكرر مرةً أخرى أن العلاجات النفسية قد تساعد على تخفيف هذه المشكلة ولكن لا يجب وضع أمل كبير في تحسّن هذه الحالة.