تشهد المنطقة العربية حراكا سياسيا مكثفا تقوده المملكة، إذ زار صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية القاهرةودمشق، بغية تقريب وجهات النظر الفلسطينية وصولا إلى نتائج توفيقية حيال تحقيق المصالحة الوطنية. وفي هذا الصدد، يعمد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى التباحث مع الأمير سعود الفيصل في الرياض اليوم، حول عثرات السلام وأنجع السبل لتلافي مزالقها، فضلا عن ملف المصالحة الفلسطينية. وأبلغ هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام «عكاظ» أن عمرو موسى سيستعرض مع الأمير سعود الفيصل نتائج زيارته إلى القاهرةودمشق ومستخلصات نتائجها بغية بلورة موقف واضح تجاه أزمات السلام والمصالحة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية استعرضا أمس، الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب، وخصوصاً على الساحتين الفلسطينية واليمنية. ونقل بيان رئاسي سوري أنه جرى التأكيد خلال اللقاء على حرص المملكة وسورية على سلامة ووحدة أراضي اليمن وسيادته واستقراره والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وجدد الرئيس الأسد دعم سورية لأي جهد يسهم في إيجاد حل يضمن وحدة الصف الفلسطيني، بحسب البيان. وأضاف أن اللقاء تناول أهمية استمرار التنسيق والتشاور السعودي السوري حول الملفات العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والعرب جميعا. وفي تصريحات للصحافيين عقب اللقاء، قال سعود الفيصل أن المباحثات تناولت العديد من القضايا ومنها عملية السلام والعقبات التي تضعها إسرائيل في وجهها، مشيراً إلى أنه جرى الاتفاق على ضرورة لم الصف العربي والعمل على تحقيق مصالحنا. وفي شأن العراق، قال سعود الفيصل: «إن المملكة وسورية يتمنيان أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى حل المشاكل الأساسية التي يتعرض لها العراق». وأتت زيارة الفيصل وزير الخارجية في إطار جولة عربية بدأت أمس الأول في الكويت، التي انتقل منها إلى مصر، قبل أن يصل إلى دمشق أمس. وفي شأن آخر قال الأمير سعود الفيصل إن محادثاته مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل استهدفت في الأساس معرفة ما إذا كانت الحركة تقف ضمن الصف العربي أم في صف طرف آخر. وأضاف الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط بعد لقاء مع الرئيس حسني مبارك أمس، طلبت من مشعل أن يوضح لنا أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية؛ بمعنى هل (تعتبرها) قضية عربية أم هي قضية تتبع طرفا آخر. موضحا أنه قال لمشعل في الرياض إذا كانت حركة حماس تسعى لتوحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول، فلماذا لا تسعى لتوحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل. مشيرا إلى أن مشعل أكد خلال اللقاء، على عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية وهذا ما كنا نود معرفته من اللقاء.