أكد الرئيس السوري بشار الأسد حرص بلاده على «لم الشمل الفلسطيني وتوحيد صفوفها (الفصائل)، ودعمها أي جهد يساعد على إنجاح المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام». واعتبر أن «تحقيق المصالحة هو الطريق الوحيد كي يستطيع الفلسطينيون العمل لاستعادة حقوقهم ومواجهة التحديات التي تعترض مسار القضية الفلسطينية». وجاءت تصريحات الأسد خلال لقاء جمعه ووفد من حركة «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل. وأفاد ناطق رئاسي أن اللقاء تناول «تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والأوضاع المأسوية التي يعانيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جراء الحصار اللاإنساني المفروض عليه، والجهود المبذولة على مختلف المستويات لرفع هذا الحصار»، إضافة إلى موضوع المصالحة الفلسطينية والمساعي المبذولة لتحقيقها. وأشار الناطق إلى أن مشعل «أعرب عن تقديره الكبير لما تقوم به سورية والرئيس الأسد لمساعدة الشعب الفلسطيني لفك الحصار المفروض عليه وتوحيد كلمة الفلسطينيين». وكان وزير الخارجية وليد المعلم التقى أول من أمس مشعل وعدداً من أعضاء المكتب السياسي ل «حماس». وأفادت مصادر رسمية أن اللقاء تناول «آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويساعده على مواجهة التحديات التي يتعرض لها جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي». ويأتي ذلك بعد جولة وفد «حماس» على كل من إيران والسعودية وليبيا والبحرين. وكانت مصادر مصادر فلسطينية قالت ل «الحياة» إن مشعل سيقوم في الأيام المقبلة باستكمال جولته لتشمل دولاً خليجية وعربية أخرى، مع وجود اتصالات لترتيب زيارة لموسكو. وكان موضوع المصالحة الفلسطينية ضمن الأمور التي بحثت خلال استقبال الأسد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في دمشق الثلثاء الماضي بعد يومين على لقاء الأمير سعود ومشعل في الرياض. وأفاد الناطق الرئاسي أن لقاء الأسد ووزير الخارجية السعودي تضمن «عرض الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب، خصوصاً على الساحتين الفلسطينية واليمنية، وجرى التأكيد على حرص سورية والسعودية على سلامة ووحدة أراضي اليمن وسيادته واستقراره، والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية». وكانت مصادر سورية رفيعة المستوى أكدت ل «الحياة» أمس دعم دمشق توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين «فتح» و«حماس» في القاهرة، مؤكدة عدم صحة ما قيل من أن سورية طلبت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس توقيع الاتفاق في دمشق، كما أن قيادياً في «حماس» نفى أن تكون الحركة اشترطت على الرئيس عباس توقيع المصالحة في سورية. وقال ل «الحياة» إن المكان الطبيعي لتوقيع المصالحة هو القاهرة «في حال تعديل الورقة المصرية بما ينسجم ما اتفق عليه بين حماس وفتح في جولات الحوار السابقة».