قضى أمس طفلان لا يتجاوز عمراهما خمس سنوات داخل منزل شعبي يقطنه تشاديون في حي مدائن الفهد، وذكر شهود عيان أن عشرات الأفارقة من معارف الأسرة أحاطوا بالمنزل الشعبي لحظة اشتعال النيران، ما أعاق عمل الإطفائيين الذين اضطروا إلى صنع حاجز وممر أمني يسهل دخولهم إلى المنزل المحترق وإجلاء ساكنيه. غرفة عمليات الدفاع المدني في جدة تلقت نداء استغاثة من مقيم أفاد عن اشتعال منزل شعبي، لتتحرك على الفور ثلاث فرق إنقاذ ورافعة أوتوماتيكية غير أنها واجهت مصاعب حقيقية في التوغل الى محيط الحريق بسبب وجود المنزل الشعبي في زقاق ضيق لا يسمح بعبور الآليات، ومع ذلك نجح رجال الدفاع المدني في توصيل آلية إلى المكان، ليتضح أن الحريق يتركز في غرفة نوم صغيرة كانت مخصصة للطفلين الراحلين ومع محاولات المنقذين السيطرة على الأوضاع تجمع عشرات من أقارب ومعارف أهل المنزل، واخترق فريق من الكمامات المنزل ووصل إلى داخل المنزل المشتعل، وعثر على الطفلين داخل دورة مياه في حالة صحية حرجة بعد استنشاقهما الأدخنة السامة ثم فارقا الحياة، ورجحت مصادر أن الصغيرين هربا إلى الموقع فرارا من اللهب والدخان، ولكن ضيق مساحة دورة المياه، وعدم وجود مهرب للطوارئ منعهما من النجاة بروحيهما. وأشارت مصادر إلى أن طبيعة ومكونات المنزل أسهمت في زيادة وطأة النيران. وقال أقارب ومعارف الأسرة المنكوبة إنهم ظلوا يتحدثون طوال الأيام التي تلت سيول وفاجعة الأربعاء الشهيرة عن مشكلات في التوصيلات الكهربائية في منزلهم الشعبي، الأمر الذي يرجح أن الحريق شب بسبب تماس في التيار الكهربائي، لكن فريق مختص مازال يبحث عن الأسباب بمتابعة من مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي ومدير العمليات المكلف العقيد عبد الله الجعيد، ويرأس أعمال التحري المقدم عبدالله الزهراني بمعاونة الملازم أول عون القرني. وأبلغ الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله العمري، أن أسباب الحريق لم تتضح بعد.