قتل ثلاثة أطفال أشقاء، ولدان وبنت، احتراقا وتفحمت جثثهم في حريق هائل اندلع بعد مغرب أمس الأول في منزل أسرتهم في حي النخيل وسط مدينة جازان. وقالت تقارير الأمن إن النيران شبت في غرفة نوم الأطفال الثلاثة في المنزل المكون من طابقين، وحاول الجيران بلا طائل إنقاذ من يمكن إنقاذه، فطلبوا النجدة والعون من قوات الدفاع المدني، وبحسب شهود عيان فإن المنزل يقع في محيط منطقة عشوائية مكتظة وأغلب مبانيها متلاصقة، الأمر الذي أعاق دخول آليات وعربات الدفاع المدني إلى منطقة الحدث. ومع ذلك نجح الإطفائيون في تطويق الحريق الكبير ومنع اللهب من الوصول إلى عشرات المباني. وأشارت التحريات المبدئية والمعاينات الأولية إلى أن الحريق شب أولا في غرفة الأطفال في الطابق الثاني، ونجت الأم وثلاثة من الأطفال تصادف عدم وجودهم في المنزل لحظة الحريق. وقال جيران الأسرة المنكوبة إن من بين القتلى طفلا رضيعا في الشهر الثاني وتعرضت والدته إلى حروق خطيرة، إذ نجح الإطفائيون في إخراجها من وسط اللهب في اللحظات الأخيرة. وأفادت معلومات أن رب الأسرة كان خارج المنزل بسبب ارتباطه بعمله وعندما علم بالنبأ الحزين ورحيل أطفاله (عبودي ومروة والرضيع) سقط مغشيا عليه. وتشير المعلومات إلى أن رجال الدفاع المدني عثروا على جثة الطفل الرضيع على سريره الصغير المتحرك، وجثة أخرى أسفل السرير وعثرت قوات الإنقاذ على والدتهم على سلالم سطح المبنى مصابة بحروق بالغة الخطورة، وتم نقلها للعلاج في مستشفى الملك فهد، وطبقا لعدد من أقارب ومعارف الأسرة المنكوبة فإن الحريق شب في المنزل أثناء غياب الأب في مقر عمله. وقال محمد أحد الأقارب إن ثلاثة من الأطفال نجوا من الحادث بسبب وجودهم في منزل جدهم ساعة الحريق. باشر الحادث مدير إدارة الدفاع المدني النقيب ناصر القحطاني والملازم أول مهندس عوض آل زهر وفريق من الهلال الأحمر. وواجهت فرق الإطفاء مصاعب في الوصول إلى مكان الحريق بسبب ضيق الشوارع، فاضطر رجال الإطفاء إطلاق قذائف مائية حادة من مسافات بعيدة، وأبلغ الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان النقيب يحيى القحطاني، أن غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغا البارحة الأولى عن حريق في منزل في حي النخيل وتحركت في الحال فرق من وحدة الميناء مدعومة بوحدتين من البلد والشاطئ، وباشرت الآليات موقع الحريق الذي تركز في الطابق الثاني واستطاع رجال الإنقاذ والإطفاء اقتحام النيران وإخراج المرأة المصابة وقضت النار على ثلاثة أطفال، وأضاف المتحدث أن التحريات لم تكشف بعد أسباب الحريق. مشيرا إلى أن عددا من المحققين رفعوا عينات من ركام الحريق لأغراض التحقيق والتحري.