جاء كتاب عبد الرحمن العكيمي (عضو نادي تبوك الأدبي) (الاستشراف في النص) في ستة فصول، وهو عبارة عن دراسة نقدية أدبية تناولت النص الأدبي، وكيف استطاع هذا النص استشراف المستقبل وقراءة الأحداث والتحولات التي شهدها العالم. ويكشف الكتاب الصادر عن دار الانتشار العربي في بيروت، ووقع في 238 صفحة، عن قدرة النص على اختراق الحجب والتغلل إلى أبعد من حدود اللحظة الراهنة لاستشراف ما يكنه المستقبل للفرد أو الجماعة أو البشرية جمعاء. ولعل قدرة الكاتب تتجلى أكثر مما تجلى ليس في وصف الأوضاع أو تصوير الظروف والأحداث فحسب، بل في تشخيص الأدوار والتحذير من الأخطار التي تحدق بالعالم. ويتناول العكيمي في الفصل الثالث في كتابه شخصية الشاعر محمد بن عبد الجبار النفري، ويعيد اكتشاف مواقفه من جديد، ويناقش مواقف النفري بوصفها كشفا ورؤيا بلغة شعرية مكثفة مثقلة بطاقة هائلة. ويتطرق المؤلف إلى نص الرؤيا وحضور التصوف، ويدرس بعض النصوص الشعرية لعدد من الشعراء العرب أمثال أمل دنقل وبدر شاكر السياب ونزار قباني ونازك الملائكة وعلي أحمد سعيد ومحمود درويش وسميح القاسم والبياتي وسعدي يوسف ومحمد الثبيتي وعبد الله الصيخان. ويمضي في الحديث عن لغة الرؤيا واستشراف الموت. ويتحول في الفصل السادس والأخير إلى المزاوجة في الدراسة بين النقد الأدبي والنقد الثقافي، المتمثل في الرؤيا وصناعة الكارثة الثقافية ليقف بدراسته أمام نيويورك بوصفها نصا، وكيف حضرت في وعي شعراء الحداثة العرب الذين لا يقيمون علاقة جيدة معها ومثلهم بعض الشعراء في العالم. ويقدم قراءة مغايرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر من خلال النص الأدبي. العكيمي أثار العديد من الأسئلة الثقافية في كتابه، وقدم لها بعض المسوغات التي لا تنتهي عند سقف محدد.