اتهم سكان مخططي أم الخير والنخيل أمانة محافظة جدة بتحويل مجاري السيل في المحافظة إلى قطع أراض ومنح سكنية، محملينها في الوقت نفسه مسؤولية توزيع المنح في تلك المناطق الخطرة على حد وصفهم. ولم يتوقع الأهالي أن تداهمهم السيول التي وقعت في جدة أخيرا، أو تحتجزهم وسائل السلامة التي كان الهدف من بنائها قبل أربعة عقود حمايتهم، إذ ما أن بدأت مياه وادي مريخ بالعودة إلى مجراها الطبيعي، حتى أطلت الكارثة برأسها وخارت قواهم مستسلمين نتيجة انقطاع الطرق وتحول المخطط إلى بحيرة هائلة بفعل ارتداد مياه السيول التي اعترضا السد الفاصل بينه وبين مخطط النخيل، ما دعاها للدخول في المنازل. وإزاء حجم الكارثة، لجأت قوات الدفاع المدني إلى الطيران العمودي كحل وحيد لإنقاذ المحتجزين الذين اتخذوا من أسطح المنازل ملاجئ لهم. ويقول أحمد العمري (من سكان أم الخير)، صرخاتنا وشكاوانا السابقة من إغلاق مجرى السيل وعدم وجود قنوات لتصريف مياه السد الذي يفوق ارتفاعه ستة أمتار، لم تجد صدى عند مسؤولي الأمانة. وتساءل العمري عن سبب إغلاق قنوات المجرى وتغطية بعض أجزائه في وقت سابق، مطالبا بمحاسبة المتسبب في أسرع وقت. أما حمدان السلمي (ساكن) فقال: اشتريت قطعة أرض في مخطط مرتفع وسأبدأ في بناء منزل لأسرتي بشكل عاجل، مؤكدا أنه عرض المنزل الذي يقطنه في مخطط النخيل للبيع بمبلغ زهيد خوفا من تكرار الفاجعة. وألمح السلمي إلى أن مخطط النخيل تعرض إلى اعتداء واضح وصريح قبل 15عاما بعد تغطية مالك المخطط جزء كبير من مجرى السيل الذي يخترق المخطط وقسمه إلى 56 قطعة أرض جميعها الآن أصبحت مباني سكنية على أرض الواقع. وأكد السلمي أنه قرر مع عدد من سكان الحي رفع دعوى قضائية ضد أمانة جدة، كونها تتحمل السبب في كل ما أصاب الأحياء المتضررة، وخصوصا مخططي أم الخير والنخيل، مشيرا إلى أنهم سيرفقون مع الدعوى صورة للمخططين قبل وبعد التعديل توضح أجزاء مجرى السيل والسد التي تحولت إلى قطع أراض سكنية بطرق ملتوية. من جانبه قال فهد السلمي: إن التجاوزات التي نتج عنها إحداث قطع أراضي سكنية في مخطط النخيل واضحة على أرض الطبيعة، وأغلق بسببها مجرى السيل أمام الجميع. واستدل السلمي على كلامه بمشروع مكاتب مجاور لمنزله تحت الإنشاء، أقيم في قطعة أرض مثلثة على مجرى السيل ليس لها مدخل سوى من جهة المجرى الجنوبية وهذا دليل على ما تعرض له مخطط النخيل في السنوات الماضية من تدخل أيادي المتنفذين، مطالبا اللجنة المشكلة بالتحقيق في كارثة قويزة في وضع مخطط النخيل وأم الخير في مقدمة أولوياتها. من جانبه، أوضح ل «عكاظ» رئيس قسم الجغرافيا في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور محمود الدوعان أنه تقدم بدراسة إلى أمانة جدة شرح فيها الأودية التي تمر فيها وأنذر من مغبة إغفالها، مشيرا إلى أن موقع مخطط النخيل وأم الخير يقع ضمن نطاق وادي مريخ الحصاة ووادي بني مالك وهما من أكبر الأودية. وحاولت «عكاظ» نقل تساؤلات السكان لموضوع تغطية مجرى السيل وإعادة تخطيط أجزائه المغطاة وبيعها أراضي سكنية واستمرار البناء في أجزاء أخرى على مجرى السيل في الجزء الشمالي من المخطط، إلا أن إغلاق المسؤولين لهواتفهم حالت دون الحصول على إجابات أو توضيحات شافية.