لايزال أهالى التوفيق بجدة أحد أحياء شرق الخط السريع التي دمجت جميعا تحت مسمى واحد عرف ب " السامر " يعيشون هواجس الخوف وطالب عدد من اهالي الحي الجهات المختصة بسرعة العمل من أجل ضمان عدم تكرار الكارثة والبدء فورا في تنفيذ المشاريع التي تحدّ من ذلك ، مشيرين الى ان الانتظار والتسويف والاهمال سيؤدي الى كارثة جديدة واكدوا ان ما يؤرقهم حاليا في الحي هو ذلك السد ( سد السامر ) الذي تحوّل الى كابوس يهدد حياتهم وشاركه محمد العسيري قائلا: يحتاج الحي وبشكل عاجل الى نزع ملكيات الاراضي والعقارات السكنية التي تقع على امتداد الوادي والمواجهة لسد السامر باتجاه الغرب وهدمها وشق قناة تصريف ( مجرى سيل ) حماية للحي والاحياء المجاورة وقدّر العسيري عدد القطع التي يتوجب ازالتها لتنفيذ المجرى ب 200 قطعة تقريبا يجب اخلاؤها فورا ويقول عبدالله السعدي ان سد السامر زرع في نفوسنا الخوف والقلق على مدار الساعة فلا نعلم هل سيصمد ويقاوم ام انه سينهار كما انهار سد أم الخير .. أصبحنا نترقب الاخبار والشائعات حول سلامته من عدمها وحول انهياره من عدمه .. الوضع لا يطاق حتى النوم أصبحنا ننام دون سكينة ولا طمأنينة نفسية خصوصا النساء والاطفال . من جانبه أبدى عضو المجلس البلدي بجدة بسام بن جميل أخضر تفاؤله بمعالجة الأوضاع في أحياء شرق جدة ووضع حل نهائي لخطر السد الاحترازي الذي يهدد سكان حي السامر 3 (التوفيق)، في أعقاب موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) على توصيات اللجنة الوزارية المكونة بالأمر السامي الكريم برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والتي أقرّت تكليف جهات استشارية متخصصة لتحديد الأحياء التي تتكرر فيها مداهمة الأمطار والسيول والعمل على معالجتها بما في ذلك نزع الملكيات على أن يبدأ العمل في ذلك بصفة عاجلة جدا وخلال شهر من تاريخه. وقال أخضر: ستكون أحد الأولويات بإذن الله تعالى وضع حل جذري للسد الاحترازي الذي يشكل صداعاً مزمناً للكثير من أحياء شرق الخط السريع خصوصاً في حي السامر3 (التوفيق) لاسيما بعد أن ارتفعت المياه فيه عقب سقوط الأمطار إلى (6.3) متر، قبل أن تتراجع في الأيام الماضية إلى (5) أمطار، وأن قرارات ولاة الأمر من شأنه أن ينهي هواجس الخوف الموجودة في قلوب كل سكان شرق الخط السريع. وأضاف: لقد أنشأ سد حي السامر3 (التوفيق) بعد هطول أمطار العام الماضي في الثامن من ذي الحجة 1430 عقب سقوط كمية كبيرة من الأمطار الضخمة، وفي أعقاب ارتفاع المياه في السد الاحترازي إلى 15م، وهو أعلى مستوى يمكن أن يصل له، حيث كانت هناك أسباب عديدة وراء بناء سد السامر، أهمها أن المياه الموجودة خلف السد الاحترازي في وادي العسلاء وصلت إلى 12 مليون متر مكعب، ولا يستطيع أحد تصريفها إلا من خلال فتح السد، فكان هناك تخوف من انهيار السد وغرق حي السامر، لذا كان من الضروري البحث عن مكان لنقل هذه المياه. وتابع: قامت أمانة جدة بالتنسيق مع شركات متخصصة لعمل قناة لتصريف المياه مباشرة نحو سد السامر، تنزل على مجرى ومنه مباشرة إلى سد الموجود في حي التوفيق، وقاموا بعمل (7) مضخات من الجهة الجنوبية تسحب المياه من السد عبر مواسير ترتبط بمجرى السيل الشمالي. وكشف أخضر أن السد تم بناؤه على حفرة كبيرة تم ردمها بمخلفات البناء وغيرها لفترة طويلة وهو الأمر الذي تسبب (حسب رأي المختصين) في ارتفاع منسوب المياه الجوفية في حي السامر، الأمر الذي دفع المجلس البلدي للتحرك والقيام بدور كبير لحماية الأحياء المجاورة، وطرح تساؤلاته على الأمانة وتم استدعاء مختصين من جامعة الملك عبد العزيز والشركات التجارية والجلوس مع المسؤولين والمقاول، وأكدوا جميعاً أن هذا النوع من السدود علمي ومعمول به في جميع أنحاء العالم!!، وأكدوا أن السد الاحترازي الموجود في وادي العسلاء هو الآخر ترابي وكذلك سد أم الخير الذي بني قبل 40 عاماً . وأشار أن أمانة جدة العام الماضي وقبل الشروع في بناء السد أخبرت المجلس البلدي خلال عرضها للمشروع أنه سيتم تركيب مصبات فولاذية تحت السد لحمايته من جذور المياه الجوفية، لكن بعد الانتهاء من بناء السد لم نلاحظ توقف هذه المياه، فطالبنا عبر التوصيات الرسمية التي رفعناها للأمانة ووزارة الشؤون البلدية بضرورة إقامة مشاريع شاملة لتصريف المياه والسيول في جدة، وأكدنا أن السدود الموجودة شرق خط السريع ليست كافية لحل المشاكل الموجودة حالياً. مطالبا ضرورة نزع ملكية كل المنازل التي في بطون الأودية وخصوصاً التي تواجه سد السامر (التوفيق) لأنها بنيت على وادٍ، مستغرباً إقامة مخطط سكني كامل على مجرى السيل، مؤكداً أن المشكلة لن تنتهي طالما هناك مياه خلف السد تأتي من وادي العسلة، والأمر يحتاج إلى معالجة أرضية السد بطريقة فنية وإحضار شركات عالمية متخصصة لتحليل التربة والتأكد من الكميات التي ردمها وإيجاد حلول علمية لهذا الأمر. وقال: طالما تغيّر وضع المناخ بات من المهم وضع حلول جذرية لكميات المياه التي تأتي من الأودية وتصب من شرق جدة إلى غربها، ونحمد الله أن حكومتنا الرشيدة تدخلت في الوقت المناسب ووافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توصيات اللجنة الوزارية وبالتالي نتوقع أن يتم إن شاء الله تنفيذ هذه المشاريع بشكل سريع يواكب تطلعات وآمال المواطنين.