قاوم سكان حي غليل الشعبي في جنوبجدة صمت أمانة جدة ورقمها الخدمي «940» لأكثر من اثني عشر يوما، فقرروا تنظيف شوارع الحي وأزقته وميادينه بالجهود الذاتية متخذين شعار «صحتي أمانة». لم يشأ 200 شاب في الحي الشهير ترك المستنقعات والبحيرات الطارئة التي نبتت في أعقاب سيول الأربعاء على حالها بعد أن لاحت في سواحل البرك وتجمعات المياه أولى تباشير بعوض الضنك والسهر والحمى في وقت لزمت فيه الأمانة الصمت وتركت مهمة التصدى للمخاطر البيئية إلى غرفة عملياتها والرقم 940. توالت بلاغات غليل إلى هاتف الخدمات، بلا طائل ، وفي المقابل توالت تلال النفايات في الحواري ، وتضاعفت وطأة السكان بعد التمازج المفاجئ بين مياه المطر والسيل والفيضان ومجاري الصرف الصحي، وباتت صحة السكان على المحك، من لم تبتلعه أمواج السيول قتلته سموم المياه الآسنة ولسعات الحشرات السامة. صحتي «أمانة» الحملة الشعبية التي تأخذ من «صحتي أمانة» عنوانا لها، يتولاها أكثر من 200 شاب متطوع وبدأت نشاطها بمسح الشوارع والحواري لتحديد بؤر الخطر في غليل والثعالبة والقريات كما يقول مشرفها محمد سعيد «تجاهلت الأمانة نداءاتنا واستغاثتنا، ولم يكن هناك مزيد من الوقت للانتظار والترقب، فقررنا التحرك بجهودنا الذاتية تفاعل عشرات السكان مع ندائنا وتصدر عمد الأحياء الثلاثة قيادة العمل الطوعي» بعض القطاعات الأهلية الطوعية وجمعياتها الخيرية تسهم بقدر وافر في الحملة الشعبية، ومنها الجمعية النسوية الخيرية التي ركزت نشاطها في النساء والأطفال، ودخلت الندوة العالمية للشباب الإسلامي في حقل الدعم التنظيمي، ولا زالت الأحياء الثلاثة تترقب دعم الغرفة التجارية للحملة ورفدها بأدوات العمل والنظافة كما يقول المشرف محمد سعيد «نترقب وصول دعومات الغرفة خلال أربع وعشرين ساعة» تواضع في الإمكانيات وسط النشاط الشعبي المتدفق والتفاعل الطوعي الكبير، حمل سكان الأحياء الثلاثة بشدة على ما أسموه «تباطؤ الأمانة في لملمة تداعيات ونتائج الملمات والفجائع» ويضرب محمد العطوي مثالا بتجاهل عمليات أمانة جدة نداءات السكان على الرغم من رصد مراقبي البيئة للوضع المتردي وتدهور خدمات الصرف وتنامي توالد الحشرات الطائرة والزاحفة في بحيرات غليل والثعالبة والقريات. أمام هذا السكون غير المبرر قرر شباب الأحياء الثلاثة التحرك ومحاولة ما يمكن انقاذه . ومع ذلك لم تحدد الحملة سقفا زمنيا لنهاية أعمالها بسبب قلة إمكانياتها ومحدودية الأليات التي تستخدمها فضلا عن اتساع رقعة العمل في نطاق جغرافي يمتد إلى مساحة ثلاثة أحياء موغلة في الزحام والضجيج كما يقول المشرفان عماد عطوي، عبد العزيز طه .