تكشف المستنقعات المنتشرة وسط أحياء حي غليل (جنوبيجدة)، أهمية حملة «صحتي أمانة»، التي أطلقها سكان الحي إثر كارثة السيول التي اجتاحت جدة الشهر الماضي، في إشارة إلى مدى التلوث البيئي والصحي الذي يعاني منه الحي. ولم تلبث محاولات تضميد الجراح أن شارفت على الانتهاء حتى أتت سيول الثلاثاء لتزيد من انتشار البحيرات بشكل أوسع، مصحوبة بالطين الذي صعب على الأهالي تنظيف الحي، نتيجة تجاهل الأمانة لهم. وليس الحال أفضل في حي الكرنتينة، الذي تمتلئ حفره بمياه الأمطار وجعلت المركبات صيدا ثمينا لها بعد اختفائها تحت مياه ممزوجة بالصرف الصحي، ما يجعلها بيئة خصبة لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض الميكروبية. ويقول محمد العطوي أحد المتطوعين الذين ساهموا في تنظيف حي غليل ضمن حملة «صحتي أمانة»، الأمانة تجاهلت الحي في اعتقاد منها أن المتطوعين سيؤدون المهمة بدلا منها \" وهذا تقدير خاطئ \" إذ إن حجم العمل الكبير استنزف جهود المتطوعين خصوصا في ظل عدم وجود معدات ملائمة وتوافرها. وفيما تنتشر البحيرات في كل أرجاء أحياء جنوبجدة، يبدأ البعوض الذي يتكاثر بقوة في غزو المنازل المحيطة لها. وأوضح مشرف الحملة في غليل محمد سعيد أن الجهود التي بذلها المتطوعون ذهبت مع السيول ، التي أغرقت الحي مرة أخرى وعادت بهم إلى نقطة الصفر، مشددا على أهمية توفير معدات ثقيلة تلائم حجم المخلفات التي راكمتها الكارثة. وأكد مدير مستشفى خاص نبيل البكري أن البحيرة المجاورة للمستشفى في الحي زادت من نسبة البعوض والذباب داخل مبنى المستشفى، مكونة بيئة ملوثة أدت إلى خروج بعض المرضى وسط حالة من التذمر الشديد. وأشار البكري إلى أننا أبلغنا غرفة عمليات الأمانة مرارا حول وضع الشوارع المحيطة بالمستشفى، والتي حولتها مياه السيول إلى مستنقعات كبيرة، إلا أن اتصالاتنا مع الأمانة لم تجد نفعا . وإزاء إهمال الأمانة على حد قول البكري ، اضطرت إدارة المستشفى لمخاطبة إمارة منطقة مكةالمكرمة مباشرة، وأوضحنا فيه سوء الوضع في الحي عموما وقرب المستشفى على وجه الخصوص، الأمر الذي يتطلب معالجة سريعة خوفا من انتشار أوبئة وأمراض متعددة.