تعيش أحياء جدة الشعبية منذ ثلاثة أيام تحت وطأة المياه الراكدة على الرغم من مرور 96 ساعة على توقف الأمطار الغزيرة التي خلفت مستنقعات مائية وبركا راكدة، ازدادت معها خشية الأهالي من انتشار الأمراض الوبائية وخصوصا مرض حمى الضنك وأمراضا وبائية أخرى لنفس الأسباب. ورسم استمرار هذه المستنقعات لمدة أربعة أيام دون تصريفها، علامات استفهام كبيرة لدى المواطنين إثر بيان الأمانة الذي تناولته صحف الاثنين الماضي، وأشارت فيه إلى حاجتها ل 72 ساعة فقط لإزالة مياه الأمطار من كافة مناطق جدة، إلا أن الأحياء ما زالت عالقة بين المياه الراكدة والخشية من انتشار البعوض و الحشرات بسبب هذه المستنقعات المائية. واتهم عدد من المواطنين المسؤولين في الأمانة، لإطلاقهم الوعود الوهمية في تصريحاتهم الصحافية دون أن يتم تحقيق أي منها، مؤكدين أن الأمانة أعلنت عن خطتها في مواجهة الأمطار، أشارت فيها أنها أعدت خطة لإزالة كافة آثار تلك الأمطار وقدرتها على سحب مياه الأمطار من خلال استخدام شبكة التصريف والتوصيلات أو بواسطة الناقلات في مدة لا تتجاوز 6 ساعات لرفع المياه من تقاطعات المحاور والشوارع الرئيسية وجعلها سالكة لحركة السير و 24 ساعة لرفع المياه من الشوارع الرئيسية و 48 ساعة لسحب المياه من الشوارع الداخلية، فيما تحتاج إلى 72 ساعة لرفع المياه من «البرحات». وأوضح المواطنون، أن تلك الخطة ما هي إلا حبر على ورق، لم يتم تطبيقها على أرض الواقع ولا تزال جدة تئن من مياه الأمطار خصوصا الأحياء الشعبية والكثير من الطرقات، وأشار معتوق العبدلي، أن تلك الخطة التي قرأنا عنها في وسائل الإعلام لم يتم تطبيقها فعليا، موضحا أن عددا من الشوارع الرئيسية في حي السامر، الأجواد ترزح تحت وطأة مياه الأمطار والمستنقعات الممزوجة مع مياه الصرف الصحي. من جهته، أبدى مبيريك الحربي من سكان حي الربوة، استغرابه من الأمانة وصمتها على البحيرات الموجودة في الحي، وقال «أنا أضع يدي على قلبي كلما خرج أحد أبنائي للشارع بسبب هذه المستنقعات التي تحيط بمنزلي وتقبع أمام المدخل الوحيد للمنزل»، وأضاف، «أحضرت وايت صرف صحي، سحب كمية من الماء وانصرف بعد أن امتلاء الصهريج .. لا أستطيع أن أحضر وايت آخر، فحالتي المادية صعبة»، وقال، أبلغت غرفة العمليات التابعة لأمانة جدة أربع مرات ولم يحضر أحد حتى الآن . ويؤكد علي القحطاني، بأن حي الربوة ليس بأحسن حالا من السامر، ويؤكد أن المستنقعات أصبحت تشكل هاجسا عليهم داخل الحي، وقال منذ سقوط المطر وأنا أمنع أبنائي من النزول إلى الشارع خوفا من الأمراض وخصوصا حمى الضنك، وأشاهد أسرابا من البعوض والذباب تحوم فوق تلك المستنقعات، وسجلت عده بلاغات في عمليات الأمانة إلا أنها لم تبادر بالإيفاء بواجباتها في إزالة المياه الراكدة. أما سعيد السهلي من سكان حي العزيزية، فيقول: بالرغم من معاناتنا من الشوارع الترابية التي أنهكت سياراتنا وأحدثت بها الأعطال المتكررة، حتى جاءت مياه الأمطار لتضاعف معاناتنا، وقال: كما تشاهد الشارع الرئيسي عبارة عن طين ومياه ضحلة يصعب مرور المشاة بها، وأعتقد أنه لا حل سوى أن تجفف الشمس المياه بعد أن انتظرنا وعد الأمانة طوال الأيام الماضية، والتي لم نشاهد أحدا من مراقبيها يمر في الحي ولا أعرف ما هي مهماتهم . «عكاظ» بدورها سجلت تواجد مستنقعات مياه الأمطار في عدة طرقات رئيسية وداخلية في أحياء متفرقة من العزيزية والنزهة والبوادي والربوة والأجواد والسامر والتوفيق وسجلت عدسة «عكاظ» عددا من المستنقعات المائية رغم مضي أكثر من 96 ساعة على توقف الأمطار. وشملت جولة «عكاظ» أحياء الفيصلية، الوزيرية، الروابي 4، غليل، السبيل، الهنداوية، حيث بدت التجمعات المائية تنتشر في هذه الأحياء وبمساحات مختلفة، بينما الأطفال يلعبون وسطها في براءة، غير عابئين بما يحيط بهم من أمراض أو السقوط داخل حفرة ناجمة عن انهيار في الطبقة الإسفلتية أو السقوط داخل فتحة مكشوفة للصرف الصحي. إلى ذلك، أوضح أحمد الغامدي مدير الإعلام والنشر في أمانة جدة، إلى أن الأمانة أنهت أجزاء كبيرة من خطتها لمواجهة الأمطار، وقال «أنجزنا ما نسبته 80 90 في المائة من إجمالي العمل» مشيراً إلى أن تنفيذ خطة عمل الأمانة بالمستوى المطلوب، بعد حشد كافة الطاقات البشرية والمالية وتجهيز المعدات المتوافرة لدى الأمانة ومقاوليها والقطاع الخاص. وأضاف الغامدي، أنه تم سحب مياه الأمطار من التقاطعات والشوارع الرئيسية، وأن الخطة بدأ تنفيذها فور توقف هطول الأمطار، ومباشرة المواقع الحرجة والتقاطعات الرئيسية أولا، كما تم سحب مياه الأمطار من أمام المساجد والمدارس والمستشفيات بشكل عاجل، وأنه يجري حاليا استكمال العمل في عدة مواقع، وقال تم إزالة آثار الأمطار في معظم الشوارع الداخلية، وتبقى شوارع قليلة وجار العمل حاليا على سحب المياه من «البرحات» في الأحياء. وأوضح الغامدي، أن خطة الأمانة تشير إلى قيام شركات النظافة بتنظيف الشوارع الرئيسية بعد الانتهاء من سحب المياه منها مباشرة، باستخدام سيارات المكانس الآلية ومن ثم الشوارع الداخلية، مضيفا أنه تم مضاعفة عمل فرق رش المبيدات في مواقع المياه الراكدة للقضاء على الطور اليرقي وتحديد العد الحشري ورفع تقارير بعد المطر عن عمليات الرش.