كشف المدير العام لإدارة الحماية المدنية في الدفاع المدني للحج العميد عبد الله الغشام عن تخصيص أربعة مواقع إيواء للحجاج عند حدوث الحالات الطارئة، مبينا أن المواقع الأربعة التي توزعت في المشاعر الثلاث تتسع لأكثر من 58 ألف حاجا. وأوضح الغشام في حديث مع «عكاظ» أمس في منى، أن تنفيذ الخطط الاحترازية لافتراضات المخاطر 12 التي أعلن عنها الدفاع المدني، وضعت بالتنسيق مع جهات حكومية مختلفة، وتولت كل جهة إعداد الخطة المعنية بنوع الخطر المفترض. إلى الحوار. • ما هي الافتراضات ال 12 للمخاطر التي أعلن الدفاع المدني ووضع خططه لمواجهتها؟ ¶ بداية لا بد من إيضاح أن الخطة تهدف إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الحجاج والمواطنين والممتلكات العامة والخاصة من كافة الأخطار المحتملة، والعمل على تنسيق جهود الجهات المعنية لمواجهة ما قد يحدث من افتراضات واردة في الخطة، وتشمل الافتراضات ال 12 للمخاطر، السيول، الأمطار، الحرائق، حوادث الأنفاق والحوادث الناجمة عن الزحام والتدافع والأمراض الوبائية، وكل ما يمكن أن يهدد سلامة حجاج بيت الله الحرام. وتتولى كل وزارة وجهة من الجهات الواردة في الخطة إعداد خطة تفصيلية لأعمال الدفاع المدني التي ستؤديها، وتكليف مندوب في مركز عمليات الطوارئ التابع للدفاع المدني في المشاعر بالتواجد على مدار الساعة لتمثيل جهته، لتسخير كافة الإمكانات في نطاق اختصاصها في حالات الطوارئ، والمساهمة في توفير الآليات والإمكانات والتجهيزات الخاصة بالدعم والإسناد. إضافة إلى تخصيص آليات مساندة للمتابعة مع وزارة الصحة بشأن خطة الإخلاء الطبي وما تتضمنه من مهمات ومسؤوليات الجهات الحكومية ذات العلاقة. • كيف حددت افتراضات المخاطر؟ ¶ أعمال تحليل المخاطر في المشاعر المقدسة تبنى على أسس علمية تستشرف كافة المخاطر المتوقعة تبعاً للظروف الزمانية والمكانية للمشاعر المقدسة على مدار العام، والتغيرات الميدانية التي تحدث في منطقة المشاعر وخاصة في جسر الجمرات والساحات المحيطة. وكذلك ما استخلص من دروس مستفادة في مواسم حج الأعوام الماضية المعتمدة على تقييم المديرية العامة لأداء قوات الدفاع المدني في نهاية الموسم، والوقوف على الإيجابيات والسلبيات وإجراء دراسات تقييمية متخصصة يسترشد بنتائجها في رصد كل المخاطر المحتملة. • وماذا عن آليات التعامل مع هذه المخاطر الافتراضية المتباينة من حيث نوعيتها ودرجة خطورتها؟ ¶ وضعت الخطط والآليات اللازمة لتنفيذ مهماتها ومسؤولياتها عند مواجهة حالات الطوارئ، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال، تحديد متطلبات الدفاع المدني في مشروع جسر الجمرات الجديد والمخاطر المحتملة، ومتابعة مشاريع تصريف السيول في المشاعر المقدسة، ومراجعة خطة تفويج الحجاج في جسر الجمرات مع وزارة الحج، والتنسيق مع الأمن العام حول الخطط التشغيلية في جبل الرحمة ومسجد نمرة ومسجد الخيف وجسر الجمرات، وخطة إدارة حركة المشاة، ومتابعة صيانة خزانات المياه في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وكذلك الاستفادة من الكوادر المؤهلة من طلاب المعهد الصحي للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإخلاء الطبي في جسر الجمرات، ورصد وتطهير بأحدث التجهيزات الفنية المتعلقة بإجراءات التدخل والسيطرة ووسائل الحماية الفردية، وتحديد مواقع الكتل الصخرية التي تشكل خطورة على الحجاج في جبال منى وعرفات ومزدلفة من قبل فريق المسح الجيولوجي في الدفاع المدني. • ماذا عن استعداداتكم في مراكز الإيواء؟ وما هي طاقتكم الاستيعابية؟ ¶ هناك أربعة مواقع إيواء جهزت بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من 58 ألف حاج في المشاعر المقدسة، وزودت المواقع بالمفروشات والأغذية وخدمات الرعاية الصحية اللازمة. وحددت معايير في عملية اختيار المواقع الأربعة تمثلت في قرب المكان من المشاعر، خصص موقعان في مشعر عرفة يتسع الأول لأكثر من عشرة آلاف حاج، والثاني لأكثر من ثمانية آلاف حاج، فيما يتسع الموقع الثالث في مزدلفة ل30 ألف حاجا، والموقع الرابع في مشعر منى في المعيصم لأكثر من عشرة آلاف حاج. كما تضمنت الخطة التفصيلية للإخلاء والإيواء مواقع أخرى في حال تجاوز عدد المتضررين طاقة المعسكرات الأربعة الدائمة بالاستفادة من مرافق القطاعات الحكومية التي تصلح للاستخدام كمواقع مؤقتة للإيواء مثل المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم ضمن نطاق العاصمة المقدسة، وسيستفاد من المساحات المناسبة في حرم جامعة أم القرى. • هل من تحديات تتوقعون مواجهتها عند تنفيذ الخطط؟ ¶ لا شك أن التعامل مع الحشود البشرية الكثيفة وإدارتها ليس بالأمر الهين أو السهل، خصوصاً أن شعيرة الحج وما يتخللها من أحداث في السكن من مأكل ومشرب، والتنقل لجموع الحجاج بين المشاعر لتأدية النسك بأعداد كبيرة جداً في أوقات وأماكن محددة، والظروف البيئية المصاحبة والسائدة، واختلاف العادات والتقاليد واللغات لفئات الحجاج الوافدة، تجعل الظروف مهيأة لوقوع عدد من الحوادث المختلفة. ومن أبرز افتراضات المخاطر التي اتخذت لها التدابير اللازمة هي مخاطر السيول لتزامن موسم الحج مع موسم الأمطار في السنوات الأخيرة، وللتغلب على التحديات تعمل المديرية العامة للدفاع المدني بتكثيف أعمال التنسيق والمتابعة وعقد الاجتماعات اللازمة مع الجهات الحكومية على مدار العام؛ لتفهم الأدوار المطلوبة منها عند مواجهة حالات الطوارئ، وإعداد برامج للتدريب والتمارين المشتركة، ووضع فرضيات لحوادث وهمية تكون قريبة من الواقع إلى حد ما لتدريب الوحدات المسؤولة عن تنفيذ أعمال الطوارئ. • يرى البعض أن عدم معرفة الحجاج بمتطلبات السلامة يضاعف من حجم المخاطر، ما هي وجهة نظر الدفاع المدني لهذا الأمر؟ ¶ انخفاض مستوى الوعي لدى بعض الحجاج بما في ذلك الوعي الديني والثقافي بمناسك الحج يؤدي إلى بعض الممارسات الخاطئة، التي قد تكون تبعاتها وخيمة؛ لذا فإن رفع الوعي لدى بعض الحجاج أمر على جانب كبير من الأهمية، وتعمل وزارة الحج جاهدة لحث جميع الدول الإسلامية على توعية حجاجها قبل قدومهم للمملكة لأداء مناسك الحج. ولا نغفل دور مؤسسات الطوافة من توعية الحجاج في موسم الحج، ووسائل التوعية الموجهة للحجاج، والمعدة من الإدارة العامة للعلاقات العامة في الدفاع المدني، بالتنسيق مع وزارة الإعلام لتوعية حجاج الداخل وبلغات مختلفة؛ لأن هناك عددا من المقيمين يؤدون هذا النسك.