وسط أجواء مفعمة بالروحانية ومحبة غامرة ومخاوف على حجاج هذا العام من الأوبئة، والحوادث وعبث العابثين، نستقبل ضيوف الرحمن بالحب وموفور الأمنيات أن يكون حجهم مبرورا، ونتمنى أن يسكبوا في حجهم مشاعرهم الطامحة إلى المغفرة والسكينة ليعودوا إلى ديارهم مستشعرين الأمن والأمان والطمأنينة. عين على حجاج بيت الله الحرام، وخالص الدعاء أن يمضي هذا الموسم الروحاني العظيم على خير ما يرام، وعين على الحرب ضد التطرف والإرهاب والعبث جنوب السعودية، وقلب ينطق ألماً على أهالينا النازحين، الناس الذين تركوا مراتع صباهم، منازلهم وحاراتهم القديمة وهم لا يعلمون هل سيعودون ليجدوها كما كانت وأي دمار ربما يلحق بها؟. يؤلمني مشاهدتهم، وجمعهم ما خف وزنه وغلا ثمنه في أقمشة رثة فرارا بأرواحهم وصغارهم وأبسط ملابسهم لأن هناك من يعبث بأمن أرضنا واستقرارنا. عندما يكبر غدا هذا الطفل الذي نزح إلى قرية أخرى أو مخيم ويبحث عن مبررات تهجيره ماذا ستكون إجابتنا له هل نقول له هاجمنا من ليس لديه الشجاعة ليعلن أهدافه ومبرراته الحقيقية. أن يعاديك أحد ويتحرك من منطلقات مبهمة وفي أبسط التوقعات محاولة لانتزاع اعتراف بحجم الروح الإجرامية واستعراض العضلات والقدرة على إراقة أكبر قدر من الدماء والبلطجة في منتهى صورها استخفافا، عندما يفكر أي عاقل فيما يحدث وفي المعارك التي تدور رحاها جنوب السعودية وفي موقف الداعمين لها والمصعدين من جهة المتسللين والمعتدين على أرضنا، يخونه التحليل فلا منطق ولا مشروع ولا هدف ولا جهات تحمل ذرة شجاعة لإعلان الموقف الحقيقي والهدف الفعلي للاعتداء على جنوبنا ما يترجم حالة التخبط والعدمية والعدوانية، والفرار لمواجهة الموت بأشكاله المتعددة في بيئة تضاريسها تكفي للموت السريع جوعا وهلاكا أو نتيجة وجود الزواحف والحشرات السامة، ومن لا يتمكن من الانتحار في شكل ذاتي يتغلغل في أجوائنا الحدودية حتى تطلق عليه رصاصة الرحمة من جنودنا البواسل، حتى الرصاصة تصبح مطلبا ملحا في تلك الأجواء الطاحنة. هل وصل بهم تردي الحال إلى مرحلة البحث عن من يمنحهم الخلاص من هزيمتهم النفسية وواقعهم المرير بعد دحرهم وصولا إلى الحدود، وما ذنب أبنائنا ليكونوا هم مطلقي رصاصة الرحمة عليهم. إن قتل النفس مؤلم حتى لو كانت تستحق ذلك ومع شرف الدفاع عن الوطن الذي لا يختلف عليه عاقل ومنصف إلا أن الفتنة وصلت إلى أقصى حدودها باستخدامهم الأطفال لحمل القنابل، ونتمنى أن يتحلى عدونا بالشجاعة لفهم ما يريد وأن تطوق هذه الأزمة سريعا بما يمنح المنطقة الأمن والاستقرار. مع ضرورة أن تنطلق المجتمعات والنخب العربية في فهم ومعالجة منطلقات «العنف العبثي» حتى لا يتكاثر بيننا من يحمل رغبة القتل للقتل والموت المجاني، كان الله في عون مليكنا المفدى ورجاله، وجنوده المخلصين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة