تعج أغلب المدن السعودية وبالذات العاصمة الرياض بزحام شديد وبالغ الشدة في أغلب الأوقات إلى درجة انتفاء وقت مايسمى بالذروة؛ فكل وقت هو ذروة في الحبيبة الرياض، والحق أن تتبع أسباب الزحام المروري كثيرة ولعل من أهمها حسب رأيي التعامل المروري غير المثقف والواعي مع الطرق؛ وكلنا يجمع على أن الثقافة المرورية لدى الأفراد ضعيفة جدا بدليل نسبة الحوادث وارتفاع معدلاتها بغض النظر عن المحاولات للإقلال منها بفرض أنظمة مستحدثة كنظام «ساهر» وغيره! من ذلك المنطلق تولدت لدى المجتمعات المدنية ثقافة جديدة اسمها ثقافة التكيف مع الزحام؛ بمعنى أنه يجب أن تكون مستعدا بشكل يومي إلى معاناة مع السائقين المتهورين الذين يضايقونك من اليمين والشمال بغية احتلال الرقعة البسيطة التي تحتضن سيارتك! وعليك أن تكون فطنا لكل شيء يدور من حولك وإلا فإنك ربما تبلى بحادث لاناقة لك فيه ولاجمل؛ وإن حاولت التنبيه أو الإشارة إلى سوء مايفعله غيرك من قائدي المركبات وقعت في مصيدة اختبار الشجاعة مع أناس همهم الأكبر إيذاء مشاعر العباد بأقبح الألفاظ والعبارات نتيجة ثقافتهم الضحلة وأخلاقهم التي لا تتماشى مع أبسط أخلاقيات إنسان هذا العصر؛ ولا أريد التحدث عن التدين أو الأخلاق المستمدة من ديننا القويم فثمة من تجاوزها في تعامله مع البشر من حوله إلى درجة أن مرضه يصور له أنه لابد أن يكون «البطل» على حساب الآخرين المشاركين له في نفس الشارع أو الطريق! كم نحن بحاجة إلى ثقافة غير ثقافة التكيف مع الزحام المروري اليومي،وهي ثقافة التعامل الصحيح مع قيادة السيارات واستخدام الشوارع استخداما مثاليا ومنضبطا يضمن السلامة والنجاة للجميع؛ ثم يجب على الجانب المسؤول أن يتتبع حالات السيارات المتهورة كي يردع سائقيها عن ممارسة الإيذاء العبثي الذي ربما يفضي إلى الموت أو التشاجر مع الآخرين؛ دائما ننتقد المرافق والمشاريع ووسائل النقل والمواصلات؛ فهل انتقدنا يوما سوء استخدامنا للمركبات التي حولت حياة بعض الأسر إلى جحيم مديم..؟! وسؤال أخير: هل يغير رمضان سلوك المتهورين ويصنع لهم ثقافة رائعة يبدؤون معها صفحة احترام أنظمة الطرق ومن يسير فيها؟ [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (74) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain