شدد عدد من علماء الدين في لبنان ل «عكاظ» على أن فريضة الحج رمز من رموز تحقيق الوحدة بين المسلمين، ولا مكان فيه لنشر بذور الفتنة والفرقة بينهم. وأفصح مفتي بعلبك خالد الصلح أن الأصل في الحج العبادة ولا مكان فيه للشعارات السياسة، إنما لتوحيد الكلمة ولمّ شعث المسلمين، داعيا الشعوب الإسلامية إلى التروي بالحكمة والموعظة الحسنة ونبذ الشعارات المذهبية والطائفية. وثمن الصلح ما تقوم به المملكة من جهود في توحيد صفوف المسلمين وتذليل العقبات أمامهم ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وتهدف من وراء ذلك إلى بلوغ رضى الله سبحانه وتعالى. وأضاف: هذا هو المنطلق العام الذي يدور حوله موسم الحج لتصحيح الخلل والمسيرة في أدائنا فيما أمرنا به مولانا جل جلاله، دون الذهاب إلى ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى وولي الأمر، من تفتيت لوحدة المسلمين، وطالب الصلح الجميع بالسعي قدر المستطاع إلى توحيد الهدف الذي خلق الله من أجله الخلق وهو العبادة. من جهته، قال الشيخ إبراهيم المصري نائب أمين عام الجماعة الإسلامية: أن الإسلام دين جامع، يعالج كل شؤون الحياة؛ سواء منها التربوية أو السياسية أو الاجتماعية، والحج مؤتمر سنوي عام للمسلمين يلتقي فيه حجاج بيت الحرام خلال أيام التشريق في منى بعد يوم عرفة فيتعارفون ويتداولون شؤونهم وشؤون أقطارهم، ولهذا يقول الله تعالى «ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات» لكن هذا لا يعني التظاهر وتنظيم المواكب والاحتجاجات؛ لأن الله شرع للحج مناسك لا يمكن ولا يجوز الخروج عنها. ولفت المصري إلى أن اختلاف الرأي أمر وارد ولا بد من الاعتراف به، والحج فرصة لالتقاء الناس ومحاولة التعرف إلى قضاياهم والوصول إلى الحلول المناسبة لها بما يحقق الوحدة المنشودة. مشيرا إلى ضرورة توفير كل أسباب الالتقاء والتشاور؛ سواء في معالجة قضايا شرعية أو سياسية أو اقتصادية أو قضايا الأقليات الإسلامية في العالم. واختتم المصري حديثه بضرورة أن يبقى موسم الحج فرصة لطرح هذه القضايا ومحاولة الوصول فيها إلى حلول ناجحة، لخدمة المسلمين في شتى بقاع العالم.