ضمن رصدي لقضايا الشرف في بلادنا العربية والإسلامية، أجد الذاكرة السعودية لا تنسى حادثة قتل فتاتين على يد شقيقهما أثناء استلامهما من دار رعاية الفتيات، وأوردت صحيفة أردنية 18 أكتوبر خبر قتل أب لابنته بسيف مسدد لها 25 طعنة بداعي «الدفاع عن الشرف». وسجن شقيقان (15)عاما في سوريا قتلا شقيقتهما لاعتقادهما أنها حامل بصورة غير مشروعة، وبين فحص الطب الشرعي أنها «عذراء»..! وحسب تقديرات صندوق الأممالمتحدة للسكان حوالي 5000 امرأة وفتاة تزهق أرواحهن تحت مسمى جرائم الشرف. وباكستان فقط نصيبها 500 ضحية، تحدث فيها هذه الجريمة أكثر من أي بلد آخر. يصعب اعتماد أرقام دقيقة في البلدان العربية والمسلمة لأن نسبة الحالات المتكتم عليها مرتفعة والعديد من البلدان لا تسجل الكثير من هذه الحوادث كجرائم قتل من أجل الشرف، إما قلة وعي، أو لأن الجرائم غالبا يتم التعتيم عليها بطريقة بارعة لتقدم كمجرد حوادث، أو كعمليات انتحار. كشفت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر أن92% من جرائم القتل التي وقعت أخيرا في مصر تندرج تحت ما يسمي بجرائم الشرف، 70% منها ارتكبها أزواج ضد زوجاتهم، و20% ارتكبها أشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7% من هذه الجرائم ضد بناتهم، و3% ارتكبها أبناء ضد أمهاتهم. أخطر ما جاء في الدراسة هو التأكيد على أن 70% من جرائم الشرف لم تقع في حالة تلبس واعتمد في ارتكابها على شائعات وهمسات الجيران والأصدقاء حول سلوك المجني عليها، لتؤكد تحريات المباحث في 60% من هذه الجرائم سوء ظن الجاني بالضحية وأنها كانت فوق مستوى الشبهات. وأوضحت الدراسة أن 52% من هذه الجرائم ارتكبت بواسطة سكين أو مطواة أو ساطور، و 11% منها تمت عن طريق الإلقاء من المرتفعات (يا للوحشية)..! وفقا لدراسة أردنية نشرت في أكتوبر 2009م ترصد ارتباط قضايا الشرف بالفقر بين عام (2001 - 2008) أظهرت أن انخفاض مؤشر النمو الاقتصادي يؤدي لارتفاع معدل الجريمة، والفقر قاسم مشترك بين66 % من المعتدين الذكور، و73% من الضحايا الإناث بحسب مديرة مؤسسة الملك الحسين هناء شاهين. المفارقة تكمن في تأكيد رئيس المركز الوطني للطب الشرعي في عمان د.مؤمن الحديدي، أن80% من الفتيات المقتولات بدافع الشرف «عذراوات». هناك إصرار على وضع مسوغات تظهر مرتكب جرائم الشرف فقيرا، غيورا، مريضا نفسيا..يدافع عن شرفه ..الخ، والنتيجة استسهال فكرة إزهاق روح المرأة باختزال شرف الرجل العربي والمسلم في جسدها، رغم التأكيد على أنها مسألة شك وإشاعات وأنهن (عذراوات بشهادة خبراء ومختصين) ما يجعلنا نستشكل حول دور المجامع الفقهية وعلماء الدين والمجتمع ودور التربية والتعليم ولماذا لاتوجد جهود مكثفة لمواجهة الظاهرة..؟ والزوج الذي يطحنه الشك في زوجته أليس تطليقها أو إخضاعها لعقاب القانون أولى من تدمير أسرة وقتل نفس حرمها الله..؟! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة