أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أن المملكة «تؤهل نفسها لأداء واجب شرعي من خلال مشاريع كبرى مثل جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ومركز الأبحاث العالمي التابع لها ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية وتطوير التعليم، وتكثيف الابتعاث كما وكيفا لطلب العلم في مواقعه الرصينة، إلى غير ذلك من عوامل التنمية البشرية في إطار خطة تنموية عامة طموح تسابق العصر"، مشددا على أن المملكة تتكئ في ذلك على مرجعيتها الاسلامية، مؤمنة أن ضابط الأمان لحركة الإنسان في هذا الكون المتزاحم بالمناهج والأفكار هو كتاب الله». وكان الأمير خالد الفيصل الذي أنابه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يتحدث أمس في جدة أمام الاحتفال بتكريم الفائزين في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم، مناشدا المسلمين في كل بقاع الأرض «أن يعضوا على كتاب الله تعالى بالنواجذ وأن يسعوا إلى تدوير حفظه وتجويده ومدارسته بين الأجيال منذ الصغر»، كما دعا إلى «أن يسعوا في الوقت نفسه إلى امتلاك أسباب القوة التي تحمي ولا تهدد بطلب المعرفة المتوازنة بين العلوم الشرعية وعلوم العصر». وأرجع المسابقة إلى «حرص المملكة على اتخاذ الأسباب لتنفيذ مشيئة الله تعالى بحفظ القرآن الكريم»، مركزا على أن كتاب الله «المرجعية الأساس التي تحتكم إليه الدولة الاسلامية هنا في كل أمور الدين والدنيا من واقع فهم نصوص التنزيل، والاستدلال بصحيح السنة، وإدراك الوسطية الخيرية التي جاء بها الإسلام، والوقوف في وجه الجنوح بأشكاله». وعزز أمير منطقة مكةالمكرمة ذلك بالتأكيد على أن المملكة «تدرك أن الإسلام دين عبادة وعمل، وأن الله استخلف الإنسان على الأرض لعبادته ولعمارة الأرض وترقيتها سواء بسواء، وحث المسلمين على التفكر، حتى جعله السبيل إلى الهداية والإيمان. كما حثهم على طلب العلم واستكناه المعرفة بألوانها من مظانها، ودعاهم إلى الأخذ بأسباب القوة في أشكالها المتعددة علما وتطبيقا». من جانبه، وصف وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ حافظ القرآن «بالمتميز بما يحمله في صدره، وهذا يوجب عليه السمع والطاعة لولاة أمره كما أمره الله في القرآن والبراءة من أهل الأهواء والضلال والتكفير والتفجير والتعاون في كل ما من شأنه دحض أفكار الفئة الضالة وتفكيك ضلالها انطلاقا من قول الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان». إلى ذلك أوضح أمين عام المسابقة الدكتور منصور السميح أن عدد المشاركين في المسابقة فاق خمسة آلاف متسابق خلال 31 عاما، وفي هذا العام ترشح 218 متسابقا، قبل منهم 174 الذين انطبقت عليهم الشروط المعتمدة في الخطة، بينما تغيب 12 مرشحا، واستبعد 44 مرشحا لعدم مطابقة شروط القبول، وفاز 25 متسابقا بالمراكز المتقدمة.