توافرت للمسلسل الرمضاني «حكايات بنعيشها» مجموعة من عناصر النجاح؛ أولها أن حلقاته اقتصرت على 15 حلقة فقط بعيدا عن المط والتطويل الذي طالما رافق المسلسلات الرمضانية الأخرى. والعنصر الثاني يتصل بقضية المسلسل التي تعالج قضية الفقر وما قد يرتبط بها من قضايا شائكة وأهمها الاتجار بالأطفال، وأصعبها على النفس أن يبيع الأب طفله بنفسه. والعنصر الثالث يكمن في أداء الممثلة ليلى علوي في تجسيد هذه الشخصية، حيث لم تظهر للمشاهد النجمة الجميلة، إنما ظهرت في صورة المرأة البسيطة، ابنة الطبقة الشعبية الفقيرة بكل ملابسها وتسريحة شعرها وطريقة انفعالاتها في التعبير عن مأساتها مع زوجها، وقدرتها الفائقة في التعبير عن التغيرات النفسية في الشخصية، بحسب كل مشهد درامي تتصاعد معه الأحداث في المسلسل، خصوصا مشهد اكتشافها أنها كانت تلد توأما في كل مرة ويحصل زوجها والممرضة والطبيب على الأطفال ويبيعونهم. ويحسب لهذا المسلسل الاجتماعي الرقي وشديد الإنسانية، أنه يكرس لدور الأم في توفير الحماية الاجتماعية لأبنائها، ولحماية المجتمع لاحقا من مأساة أطفال الشوارع. واستطاعت ليلى علوي انتزاع إعجاب جمهور الدراما الرمضانية في العالم العربي هذا العام في الجزء الأول من مسلسلها «حكايات بنعيشها» الذي انتهى عرض الجزء الأول منه بعنوان «هالة والمستخبي». وأثبتت ليلى بعد غيابها عن الشاشة الفضية طوال السنوات الثلاث الماضية، قدرتها الفنية بتلابيب الشخصية التي قدمتها خلال 15 حلقة، هي عمر الجزء الأول لسيدة تنتمي للطبقة الدنيا، تعيش مأساة بيع زوجها لأبنائها فور ولادتهم، فتصبح قضيتها الرئيسية كيف تسترد أطفالها. وأجمع كل من شاهد أداء ليلى علوي في تجسيد هذه الشخصية على براعتها في التقمص والتعبير عن مأساة هذه الأم في هذه الظروف الإنسانية شديدة الصعوبة، لذلك فازت بتقدير الجمهور والنقاد معا رغم ازدحام الفضائيات بعشرات الأعمال الدرامية المنافسة.