أدلت خاطفة الطفلة الرضيعة حفصة بإفادات مثيرة أمام محققي شرطة النزلتين بعد ساعات من سقوطها، وبررت الفتاة السمراء فعلتها بحبها الشديد للطفلة وتعلقها بها وأنها لم تكن ترغب إيذاءها، وقالت أمام الشرطة: إن الملل دفعها للتخلص من حفصة، فتركتها أمام إحدى البنايات بعد أن شعرت بالخوف إثر تداول الصحف لخبر اختفاء الرضيعة. إلى ذلك واصلت السلطات الأمنية في جدة تحقيقاتها، واستمعت أكثر من مرة إلى أقوال المتهمة السودانية البالغة من العمر 18عاما، والتي توارت عن الأنظار لأكثر من عشرة أشهر خوفا من السقوط في أيدى رجال الأمن، وذكرت في التحريات أنها لم تخطط لجريمتها وأن الذي حدث لم يكن بسبق من الإصرار والترصد. الخاطفة أشارت في أقوالها إلى أنها عملت لدى أسرة قريبة من عائلة حفصة، وقابلتهم أكثر من مرة في المنترهات والحدائق العائلية، وكانت تقضي معهم بعض الوقت في الأنس وتلاعب حفصة بعد أن تعلق قلبها بها، وقد بادلتها الحب، وفي يوم الحادث سارت مع شقيقة حفصة داخل الحديقة، وفي لحظة شعرت أنها بمفردها مع الرضيعة فقررت في ذات الوقت الهرب بها وكانت تعتزم الاحتفاظ بها طول العمر حسب قولها. تروي الفتاة السمراء تفاصيل هروبها بالطفلة وسر عودتها إلى مسرح جريمتها «خرجت من الحديقة إلى مسكني وأنا في قمة السعادة وكانت حفصة سعيدة ومرحة، قضت معي بعض الوقت وهي تلهو وتلعب وتمرح، وفي اليوم التالي فوجئت بالصحف تنشر صورتها، عرفت أنني وقعت في مصيبة كبرى، وزاد من خوفي أن بعض الأشخاص علقوا صور حفصة عى الأشجار والجدران في الحي، عرفت في تلك اللحظة أن الأمر خطير وخشيت السقوط قررت إعادتها إلى مكانها، وشجعني على ذلك أنني بدأت أشعر بالملل من حفصة وبكائها والتزاماتها، وفي اللحظة المناسبة حملتها وخرجت من منزلي في ساعات الصباح الأولى وتركتها أمام بناية سكنية وعدت إلى منزلي وكأن شيئا لم يكن» واصلت الخاطفة السمراء اعترافاتها، وذكرت أمام المحققين أنها مكثت طوال عشرة أشهر في مسكنها خوفا من أن يتم ضبطها، خاصة أن الجهات الأمنية كانت تشدد في إجراءات البحث والتمشيط، ولذا قررت البقاء لأطول فترة في دارها وكانت تعتمد في معيشتها على بعض أقاربها الذين لم يعلموا حقيقة فعلتها، وبقيت على هذه الحال لأكثر من عشرة أشهر وتخرج في حالات الضرورة القصوى في الخفاء، وبعد كل هذه الشهور خرجت وتوجهت نحو المنتزة لتفاجأ برجال الأمن يحيطون بها ويقتادونها إلى مركز الشرطة للتحقيق، وهناك اعترفت بما نسب إليها لتؤكد أنها لم تتورط في أي جريمة طوال حياتها وأن ما دفعها إلى تصرفها هو حبها الشديد لحفصة. إلى ذلك أوضح الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق أن سلطات الأمن ظلت طوال الأشهر الماضية تجمع الأدلة والقرائن وتتابع مواقع تواجد الخاطفة برغم شح المعلومات، وعمد فريق التحقيق في مركز شرطة النزلتين بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء علي محمد الغامدي، على تكثيف الرقابة الميدانية وعدم تسجيل أي أخطاء في العمل الأمني ما أسهم في الإيقاع بالخاطفة.