بعد عشرة أشهر من الاختباء والتواري عن الأنظار، عادت السمراء خاطفة الرضيعة حفصة إلى مسرح جريمتها في حي البخارية جنوبجدة، لكن العيون التي ظلت تبحث عنها قبضت عليها واقتادتها إلى مركز شرطة النزلتين لمعرفة دوافع خطفها للرضيعة. الواقعة التي حدثت في ذي القعدة الماضي؛ بدأت برحلة تنزه لأسرة سعودية إلى أحد ملاهي الأطفال في جنوبجدة، انشغلت الأم مع جليساتها في المتنزه بينما تفرغت ابنتها الكبرى 15 عاما إلى العناية بشقيقتها الرضيعة حفصة، وتعرفت إلى فتاة في مثل سنها وأمضى الاثنتان وقتا في السير داخل أجنحة المتنزه والرضيعة حفصة على كتف أختها التي استأذنت لثوان من رفيقتها وسلمتها الرضيعة ريثما تعود من الحمام، لتعود بعد دقائق لتجد أن صاحبتها اختفت بأختها. أيام عصيبة عاشت الأسرة أياما عصيبة بعد اختطاف حفصة وسارعت الى إبلاغ السلطات الأمنية، ونشرت صور الرضيعة المختطفة على نطاق واسع في جدران المساجد والمدارس وكل المواقع المحتملة، ومشطت سلطات الأمن كل الأماكن بحثا عن الصغيرة المفقودة، وشعرت الخاطفة السمراء بفداحة مصيبتها وفعلتها فقررت التخلص من رهينتها، وحملتها إلى شارع جانبي في حي البخارية وأجلستها في مكان آمن ثم توارت ثانية عن الأنظار. عمار المصباحي الذي أبلغ الجهات الأمنية بخبر العثور على الرضيعة روى ل «عكاظ» ما حدث «كنت في عملي عندما وردني اتصال من زوجتي تخبرني بأنها تسمع صوت بكاء طفل، ولا تعرف مصدره، عدت سريعا إلى المنزل لأجد رضيعة أمام البناية وأمامها كيس ملابس ورضاعة حليب، حاولنا التأكد فلربما تكون من أطفال الجيران، ولكن كل سكان البناية أكدوا عدم معرفتهم لها، وفي الحال أبلغنا السلطات الأمنية التى وصلت إلى الموقع وتأكدت أن الرضيعة هي ذات الطفلة المختطفة من المتنزه». عودة الخاطفة السمراء عرفت دوافع فعلتها، ولم تكن المعلومات المقدمة من شقيقة المختطفة تعين الأمن على معرفة هوية الجانية، كما أن شهود العيان لم ينجحوا في تقديم أوصاف وملامح السمراء الغامضة، وبدا الأمر مثل اللغز المحير بعد مضي عشرة أشهر من عودة حفصة من مخبئها الإجباري واختفاء خاطفتها، وفرضت السلطات الرقابة على مراكز التنزه والأسواق طوال الأشهر الماضية ونجحت في رصد فتاة تتطابق أوصافها مع الخاطفة، وتم رصد المتهمة وهي تتردد أكثر من مرة إلى مسرح جريمتها والموقع الذي أعادت اليه حفصة، وفي الوقت المناسب تم ضبطها وإحالتها إلى شرطة النزلتين لمعرفة اسباب فعلتها، ومن قدم لها المساعده في الاختفاء عن رجال الأمن. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة جدة، الملازم أول نواف البوق، أن التحقيقات لم تتوقف طوال الأشهر الماضية، واستمرت المتابعة الأمنية بهدف التوصل إلى الخاطفة رغم ضآلة المعلومات وعدم وجود أية صورة لها أو هوية، وأضاف البوق أن التحقيق مع الخاطفة سيكشف أسباب ودوافع الخطف.