تمثل محبوبة وخمسة من أقاربها اليوم أمام محققين في الادعاء العام، لاستكمال ملفات التحقيق في قضية اختطاف الرضيع أنس بدر سليمان المزيني من مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، ومن المقرر أن تحيل الشرطة اليوم المتورطين في خطف الطفل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بعد قيد اعترافاتهم في محاضر التحقيق، بعد الإطاحة بهم البارحة الأولى في شقة سكنية في حي الكويتية شمال شرقي المدينةالمنورة.وقبضت سلطات الأمن على ستة أشخاص، تورطوا في اختطاف الرضيع، بينهم سعودية من أصل باكستاني تدعى محبوبة، كما قبض على زوجها سعودي، وأشقاءها شابين وفتاتين يحملون الجنسية الباكستانية. وبحسب صحيفة عكاظ أبلغ الناطق الإعلامي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي بأن الخاطفين لازالوا رهن التوقيف على ذمة القضية بعد تسجيل اعترافاتهما رسميا وأحيلت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق في حادثة اختطاف الطفل. وأضاف أن التحقيقات المبدئية كشفت بأن المرأة خطفت الطفل من داخل المستشفى، فيما ستوجه اتهامات مباشرة لزوجها وشقيقيها وشقيقتيها بالتستر على الجريمة، مبينا بأن الستة المقبوض عليهم ثلاث نساء وثلاثة رجال متورطون ولا يوجد حتى الآن شخص يمكن توجيه الاتهام إليه غيرهم، ما لم تكشف التحقيقات غير ذلك. وأشار إلى أن الجهات الأمنية توصلت إلى معلومات عن مكان الخاطفين ورصدت موقع سكنهم وقبض عليهم بعد أقل من 24 ساعة من العثور على الطفل الرضيع على رصيف شارع مجاور للحديقة، مبينا أن جهودا حثيثة بذلتها عدة أذرع أمنية أسهمت في سرعة الوصول للخاطفين بقيادة اللواء عوض السرحاني ومشاركة ضباط وأفراد البحث والتحري والأدلة الجنائية والدوريات الأمنية. وعند سؤال الردادي عن مدى وجود صلة بين الخاطفين وأسرة الطفل، حيث أكد أن التحقيقات المبدئية تشير إلى عدم وجود صلة بين الخاطفين وأسرة الطفل، كما أنهم يقطنون في حي بعيد عن مكان إقامة أسرة الطفل إلا أن تحقيقات لاحقة تتولاها هيئة التحقيق والادعاء العام قد تكشف عن معلومات أخرى. وعن مصير سبعة من حراس المستشفى الذي شهد حادثة اختطاف الرضيع أوقفوا أخيرا على ذمة القضية أجاب: «ما يهمنا الآن عودة الطفل إلى والديه والتوصل إلى خاطفيه طبقا لاعترافاتهم»، وجزم الردادي أن القضية لا يمكن أن تصنف بأنها متاجرة بالبشر. وبحسب مصادر مطلعة فإن الخاطفة بررت فعلتها برغبة التربية حيث أنها متزوجة منذ 16 عاما دون أن تنجب. وكان رجال الأمن حاصروا في ساعة متأخرة من البارحة الأولى شقة سكنية يقطنها الخاطفون في حي الكويتية وتم إحالتهم إلى جهة التحقيق مباشرة، حيث خضعوا لتحقيقات وقيدت إجاباتهم على أسئلة المحققين ولازالوا رهن التوقيف وستتولى هيئة التحقيق والادعاء العام اليوم التحقيق معهم. أسرة الطفل: لا نعرف الخاطفين من جانبه أبلغ بدر سليمان المزيني والد الطفل المختطف بأنه لازال متمسكا بتنازله عن الخاطفين، مبينا أن الجهات الأمنية أبلغته بالقبض على خاطفي ابنه، وطلبت حضوره وأم الطفل وجدته للتعرف على الخاطفين. وجدد المزيني تنازله عن الخاطفين لوجه الله تعالى، حيث أن عملية الخطف كانت بغرض التبني، تاركا أمر محاسبتهم لولي الأمر والجهات الأمنية. التسلل عبر الطوارئ وعن معلومات عن الخاطفين حيث تبين أن زوج الخاطفة «سعودي» سائق حافلة صغيرة «ميكروباص» يعمل في نقل المسافرين والحجاج والزائرين داخل المدينةالمنورة، كما أن الخاطفة سبق لها أن فقدت حملها «إجهاض» قبل إكماله تسعة أشهر، فيما تعمل إحدى شقيقتيها في عيادة أسنان، ووفقا لمعلومات حصلت عليها «عكاظ» فإن الخاطفة أوهمت استعلامات قسم الطوارئ بأن الطفل الذي تحمله طفلها، وأشارت أنه يرفض الرضاعة من ثديها وطلبت الكشف عليه، وتمكنت من المرور به عبر قسم الطوارئ إلى البوابة والخروج من المستشفى إلى منزلها. وبحسب المعلومات، فإن الخاطفة أجهضت أربع مرات، كان آخرها إسقاط جنين قبل أربعة أشهر من ولادته، حيث أصيبت بنزيف مستمر وعادت للمستشفى، والتقت جدة أنس في إحدى ممرات المستشفى حيث طلبت من الخاطفة مساعدتها لإحضار ممرضة للكشف على الرضيع، وكانت تلك اللحظة بداية تعرف الخاطفة على والدة وجدة أنس. وأشارت المصادر أن الخاطفة ترددت على غرفة التنويم عدة مرت، وبعد أن سمح الأطباء للخاطفة بالخروج من المستشفى صباح السبت الماضي، عادت إلى أسرة أنس لتوديعهم فوجدت الأم والجدة في حالة نوم، وعمدت إلى حمل الرضيع أنس وغادرت المستشفى عبر بوابة الطوارئ، حيث أبلغ زوجها أنها أنجبت طفلا فحضر واصطحبها في الحافلة من أمام البوابة حيث أوصلها إلى منزل ذويها الذين فرحوا بإنجاب الطفل بعد 16 عاما. القبض على الخاطفين وعن الطريقة التي اتبعها الخاطفون في إلقاء الطفل في حديقة أكدت المصادر أن عائلة الخاطفة طالعوا ما تداولته الصحف ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية عن حادثة اختطاف الطفل وبدأت الشكوك تحوم حول صدق رواية ابنتهم «الخاطفة» خاصة وأنها مكثت يوما واحدا داخل المستشفى وعادت تحمل لهم طفلا وتدعي أنه الذي كانت تحمله في أحشائها. وعندما زادت الأسئلة على الخاطفة من قبل ذويها وبخاصة إحدى شقيقاتها اعترفت لهم بأنها أجهضت جنينها وخطفت طفلا بديلا له لتتحقق أمنيتها بالإنجاب، وعندها قررت الأسرة إعادة الطفل المختطف إلى ذويه، وتوصلت الأسرة إلى قرار بوضع الطفل في أحد الأماكن العامة، وتم اختيار حديقة البعيجان، حيث تولى أحد أفراد العائلة وضع الرضيع هناك، فيما تولت شقيقتهم الصغرى إحضار رقم هاتف والد الرضيع من أحد المواقع الإلكترونية، وعمدت إلى إرسال رسالة جوال تفيده بوضع الرضيع إلى جوار الحديقة. ساعة الحسم وذكرت المصادر، أن سلطات الأمن وبعد العثور على الطفل تقصت مصدر الرسالة وتوصلت إلى مكان الخاطفين حيث نفذت عملية دهم سريعة، ليتم القبض على الخاطفين، وبعد محاصرتهم بالأسئلة من المحققين اعترفوا بتورطهم ليتم مباشرة التحقيق معهم بشكل رسمي.