أكثر ما يلفت النظر في هذا الشهر الكريم تسابق القنوات الفضائية في بث ما لديها من مسلسلات ومسابقات وأفلام وغير ذلك من برامج منوعة وترفيهية. ولست ضد ذلك إذا كان الفرد يرى أن ما أكتبه هجوما مقصودا نحو هذه الفضائيات أو ما تبثه، لكنني ضد ما يشغلنا نحو طاعة الله في رمضان، ويؤثر على صحة أبداننا وصيامنا وعلى عقول أبنائنا، حيث يلاحظ أن أغلب القنوات الفضائية تنحى ببرامجها منحى غريبا وعجيبا، وكأن شهر رمضان شهر للإبداعات الفنية الفاضحة. إحدى الصحف العربية نشرت أخيرا خبرا مفاده أن المشاهد العربي يقضي 77 في المائة من وقته في فترات الصيام (أي النهار) أمام الشاشة لمتابعة القنوات الفضائية. وبالطبع هذه النسبة مفجعة للغاية وتبين مدى تأثر الفرد وارتباطه بالقنوات الفضائية في رمضان، وإذا كان هذا حال الصائم في النهار فكيف يكون حاله بعد الإفطار. وإذا كانت هذه النسبة صحيحة، فإن ذلك يجسد واقعا مؤلما في علاقة الإنسان بهذا الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن وتفتح فيه أبواب السموات للدعاء والتوبة، وشهر سمي بشهر الطاعات والمغفرة، وبالتالي فإن الإنسان يحرم نفسه من فضائل رمضان. أدعو الله لأن يلهمنا الصواب، ويرزقنا الحكمة، ويفقهنا في الدين، وأن يؤتي نفوسنا تقواها، ويزكيها فهو خير من زكاها، وأن يختم لنا شهر رمضان برضوانه. * مدير إدارة حماية البيئة الأسبق في الأرصاد وحماية البيئة.