رمضان قد يكون هو الشهر الوحيد الذي لا ينسى فيه الناس تاريخ اليوم، فهم يتذكرون أيام رمضان يوما يوما لا ينسون منها واحدا أو يخطئون في تاريخه، فشهر رمضان بالنسبة لهم شهر مختلف، وأيامه لا تمر رتيبة متشابهة كما هو الحال في باقي الشهور. أيام رمضان في ذاكرة الناس لها صور مختلفة باختلاف مشاعرهم تجاهه، بعضهم يسعده حلول الشهر، لأنه يرى ما فيه من خير فيسر، يذكر منه التراويح وليلة القدر وفضل العبادة، فينشرح صدره وتبتهج روحه، وبعضهم يشقى بحلول الشهر، لأنه يرى فيه إنهاكا ومشقة وحرمانا، فيصد بوجهه مكتئبا، لا يذكر من رمضان سوى الكسل والخمول وشل الحركة، وما بين الحالين يأتي الاهتمام والحرص على عد أيام رمضان ولياليه، هناك من يعد أيام رمضان متعلقا بها لا يود لها أن تغادر بعد أن وجد فيها صفاء يريح مشاعره القلقة، وطهرا يغسل نفسه الأمارة بالسوء، وهناك من يعدها يريد لها التعجيل بالذهاب وقد بدت له وئيدة الخطى، راكدة في حركتها لا تكاد تنقص تطيل عليه أمد معاناة الحرمان. ومن الطبيعي أن ينعكس هذا الفرق في ردة فعل الاثنين تجاه أيام رمضان على سلوكهما خلاله، من يسعده حلول رمضان فيمد له ذراعيه مستقبلا إياه بشوق وفرح، هو غالبا لا يسبب له الصيام أذى ومشقة، فيظل لسانه عذبا، ووجهه بشوشا، وثغره مبتسما، صائما كغير صائم، أما من يضيق صدره بشهر الصيام ولا يرى فيه سوى فطام من اللذائذ وحرمان من المبهجات، يلازمه النكد، فوجهه كالح وجبينه مقطب وأعصابه تالفة، لا تكاد تسمع منه سوى التبرم. حين لا يكون رمضان موسما للعبادة وتفرغا لها، وحين لا يصحبه زهد في متع الدنيا ولذاتها، يضحي الصيام ثقيلا ويسعى بعض الصائمين إلى التخفيف من ذلك الثقل بحرق ساعات النهار في النوم الطويل، حتى ليكادون لا يعرفون من رمضان سوى ليله. وكل مسخر لما خلق له. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة