«حياة البدو الرحل لا يزال يغلب عليها الشقاء والتعب، سواء في رمضان أو غيره من الشهور»، بهذه العبارة بدأ مرعي بن ظافر، وهو أحد البدو الرحل، حديثه ل«عكاظ» عن حياة البدو في رمضان. وحول يومياتهم في الشهر الكريم يقول «نفرح بشهر رمضان كما يفرح غيرنا، ولكن حياتنا تختلف بكثير عن حياة الناس في القرى والمدن، فنحن بعيدون كل البعد عن أنوار الكهرباء وشاشات القنوات الفضائية، ولا نعرف السهر والنوم طيلة النهار، وإنما نرابط مع أغنامنا التي نرعاها طوال اليوم». وعن بداية برنامجهم لاستقبال رمضان يقول مرعي «يبدأ برنامجنا باستبشارنا بقدوم شهر رمضان عن طريق الراديو، ومن ثم نصلي أنا وأولادي وأسرتي العشاء والتراويح، قبل أن نتجه للنوم كل منا في الخيمة المخصصة له، أو على الأرض في الهواء الطلق، وفي الصباح يبدأ يومنا قبل الفجر وتناول السحور، الذي عادة ما يكون لبنا من أغنامنا وإبلنا وتمرا وخبزا، وفي بعض الليالي نتسحر اللحم مع المرق أو مع الأرز أو اللبن، ومن ثم نصلي الفجر قبل أن يذهب كل منا إلى مهمته المخصصة له». وبين مرعي، الذي يقيم هو وزوجاته وأطفاله وحلاله في البدواة منذ نشأته، أن هناك آلية يعتمدونها لإدارة مواشيهم تتمثل قسمة أفراد العائلة إلى ست مجموعات، بحيث يذهب كل واحد مع رعيته إلى الخلاء لترعى المواشي، ثم يعودون قبل الظهر لأخذ قسط من الراحة إلى قبل العصر، ومن ثم العودة مرة أخرى كل مجموعة مع راعيها المسؤول عنها إلى الفلاء، بحيث تعود جميع القطعان قبل المغرب، وهناك مجموعة من أهل البيت يجهزون الفطور، إذ يعتمد مرعي وعائلته في الإفطار على التقويم اليومي أو آذان الحرم المكي عن طريق المذياع، حيث يتجمعون لتناول الفطور الأول، وهو عبارة عن قهوة وتمر إلى جانب السمن والعسل وخبز البر، وبعد ذلك يتجهون لأداء صلاة المغرب والعودة بعدها لتناول الفطور الثاني والمكون من شوربة وكبسة مكونة من اللحم والأرز والمرق، وشيء من الفواكه في حال توافرها، ويضيف مرعي «نتسامر بعدها على برامج الراديو حتى آذان العشاء، حيث نعود بعد الانتهاء من التراويح للسمر، ولكن هذه المرة لتوزيع أعمال اليوم التالي، قبل أن يذهب كل منا إلى مكانه المخصص له للنوم». وأبدى مرعي سعادته وفرحه طوال ليالي رمضان وأيامه، على الرغم من الإرهاق والتعب الذي يحتسبون الأجر من خلاله، حيث لا يبالون به رغم العطش والجوع الذي يباغتهم أحيانا، وبين مرعي أنهم يسمعون عن الكثير من الأكلات الرمضانية وأنواع الحلى، إلا أنه أبدى قناعته بما يتناولونه في بداوتهم، وأكد أنهم يشعرون بلذة بالغة بتلك الوجبات المتواضعة، التي لا تختلف عن وجباتنا طوال العام، وبذلك يرى مرعي أنه ليس هناك فرق في حياتهم في رمضان أو غيره إلا في الصيام والانقطاع عن الأكل والشرب طيلة النهار، وما يساعدهم على إتمام صومهم بشكل جيد بحسب مرعي هو عيشهم بعيدين عن الناس، حيث لا مجال للغيبة والنميمة والشجار في مجالسهم على حد وصفه .