«لا تختلف حياة البدو في رمضان عن الأيام العادية إلا في الامتناع عن المفطرات». بهذه العبارات بدأ مرعي بن ظافر حديثه وقال «حياتنا تغلب عليها القسوة سواء في رمضان أو في غيره من الشهور». ويعتقد مرعي، وهو من البدو الرحل ويعيش مع زوجاته وأطفاله في البادية منذ نشأته، أن حياته تختلف كثيرا عن حياة الناس في القرى والمدن، فرغم فرحتهم بقدوم شهر الصوم إلا أنهم محرومون من الكهرباء وشاشات القنوات الفضائية «ولا نعرف السهر والنوم طيلة النهار، وعلمنا بدخول رمضان عبر إذاعة القرآن الكريم». وعن برنامجهم اليومي يقول مرعي «نستيقظ قبل الفجر ونتناول السحور والذي عادة ما يتكون من الحليب والتمر والخبز، وأحيانا اللحم مع الأرز والمرق والبن، بعدها نتفرغ لرعي الأغنام طيلة النهار، وفي الإفطار تجتمع الأسرة في خيمة واحدة بعدها نصلي العشاء والتراويح ثم يذهب كل منا لينام في الخيمة المخصصة له أو على الأرض في الهواء الطلق». وعن علاقته بأغنامه يشرح مرعي «بعد أداء صلاة الفجر يذهب كل منا إلى مهمته المخصصة، فلدينا الأغنام والإبل الكبيرة والصغيرة وهي مقسمة إلى ستة مجموعات على رأسها راع، نذهب جميعنا إلى المراعي ثم نعود قبل الظهر ونرتاح إلى قبل العصر ثم تعود مرة أخرى كل مجموعة مع راعيها المسؤول عنها إلى الخلاء وتعود جميع القطعان قبل المغرب». وزاد: «النساء يجهزن الفطور، وعند سماعنا أذان الحرم المكي عبر المذياع نتناول الفطور الأول وهو عبارة عن قهوة وتمر وسمن وعسل وخبز أسمر، وبعد صلاة المغرب نعود لتناول الفطور الثاني وهو عبارة عن شوربة وكبسة أو الفواكه أحيانا، ثم نتسامر على برامج الراديو حتى أذان العشاء وبعد صلاة التراويح نخلد للنوم حتى وقت السحور وهكذا». وخلص مرعي إلى القول: «نشعر في ليالي رمضان وأيامه بسعادة كبيرة رغم الحياة القاسية التي نعيشها، ويكفينا فخرا أننا نعيش بعيدين عن الناس فلا مجال للغيبة والنميمة والشجار في مجالسنا».