من يتتبع الفكر الإرهابي سيجده كامنا في قعر التاريخ الإسلامي، ينبع من نهر الخوارج، تلك الفئة التي خرجت على الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بسبب التحكيم وكفرته وسعت إلى حربه وقتله، مع أن عليا رضي الله عنه حذرهم من مغبة قبول التحكيم حين رفع جيش معاوية القرآن على أسنة الرماح كخدعة لتجنب هزيمة محققة، وتنبه علي رضي الله عنه لتلك الخديعة، فصاح بجيشه: إنه حمال أوجه (يقصد القرآن) فاضفروا بعدوكم. لكن جيشه توقف وقالوا إن إخواننا رفعوا كتاب الله ليحكم بيننا، فأعاد الإمام علي عليهم مقولة إن القرآن حمال أوجه،أي ان كل قارئ له يستطيع تحميله بوجهته وغايته التي يستقصدها، فلم يستجيبوا له. وعندما رضخ لهم ولمطالبهم استطال بهم الشطط، وأصبح قبوله للتحكيم (وفق رغبتهم) سببا تاليا لتكفيره من قبل هؤلاء الخوارج بحجة كيف سمح للرجال أن يحكموا كلام الله (ويقصدون بذلك أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص)، وكلما رضخ الإمام علي لمطالبهم تمادوا في غيهم ورموه بالكفر حتى إنهم طلبوا منه التوبة فقال لهم: أصابكم حاصب، ولا بقي منكم وابر، أبعد إيماني برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرتي معه، وجهادي في سبيل الله، أشهد على نفسي بالكفر! لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. وانصرف عنهم، وظل يحاربهم حتى اغتاله عبدالرحمن بن ملجم محتسبا قتل الإمام علي إرضاء لله ولرسوله! هكذا يقول لنا التاريخ، ويقول لنا أيضا إن فئة الخوارج وفي طريقها المنحرف قتلت كثيرا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (غيلة وترويعا) بيقين كامل أنهم على الحق وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضلال وكفر. والاجتزاء الذي وقفت عليه من الحوادث التاريخية هي لفظة الرضوخ والمسايرة لمطالب تلك الفئة ولو أن الإمام عليا لم يرضخ منذ البدء لمطالب هذه الفئة الضالة لما انشق الصف الإسلامي منذ البدء. هذا هو المنبت الفكري للأرهاب المعاصر، منذ بدء الإسلام إلى الآن، وكما برز في محاولة الاغتيال الغادرة التي حاولت قوى الشر أن تمس الأمير محمد بن نايف فأنجاه الله من غدرهم، فإذا فئة تنطلق من حالة عدائية مطلقة كلما أرخى الطرف المقابل لها الحبل تمادت واكتسبت عنفوانا يقوي من حركتها ويدفعها إلى اعتلاء صهوة الرفض الكامل لكل ماهو قائم. وعبر التاريخ تظل هذه الفئة في حالة كمون وخمول وتظهر على شكل موجات أو طفرات لتحقق أهدافها العدائية كلما وجدت متنفسا أو تهاونا واستجابة لأفكارها والعكس صحيح. [email protected] !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة