من خلال متابعتي لتداعيات محاولة الاعتداء الفاشل للارهابي الغادر الذي اراد ان ينال من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية (حرسه الله) فقد لاحظت ان الرأي العام بدا متوحداً مستنكراً ومديناً لهذا العمل الهمجي البعيد عن أخلاق الاسلام والقيم الانساني. واستطيع ان اقول ان تفاعل المجتمع السعودي كان تفاعلاً ايجابياً متسامياً، مشرفاً رافضاً ومستنكراً ومديناً وشاجباً هذا العمل الارهابي الدنىء وهو بكل تجرد يعبر بحق عن الوجه المشرق لاهل هذه الارض الطاهرة، التي تتحلى قيادتها واهلها بالأخلاق الاسلامية العالية وتبتعد عن الأعمال المشينة، والصفات القذرة وفي مقدمتها الغدر والخيانة. ومن المؤلم حقاً ان تصدر هذه الافعال الاجرامية ممن ينتسب الى بلادنا المباركة وضل سعيه في الحياة لبعده عن المنهج الحق الذي يتوافق مع الكتاب والسنة المطهرة، لكن من يقرأ التاريخ ويستعيد الماضي يتبدى له ما كان خافياً عن حال هذه الجماعات الاجرامية، التي اطلق عليها العلماء منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم اسم الخوارج وهم الفئة الضالة والفئة الباغية وأتمنى أن نعي جميعاً ذلك ونؤمن بأنهم ليسوا بمرضى كما انهم ليسوا بمتمردين بل هم خوارج مجرمون يتخذون من التكفير منطلقاً لتحقيق أهدافهم في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم باسم الجهاد وقد اضلت هذه الطائفة البعض بشعاراتها الزائفة واستشهادها بالنصوص الشرعية، بعيداً عن مدلولها الصحيح الذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم باحسان. وفي اعتقادي ان الحرب مع الارهابيين الخوارج هي في الحقيقة معركة فكر، وعلى هذا لابد ان يتداعى العلماء والدعاة والمفكرون والمربون لتنفيذ مزاعمهم وبيان ضلال معتقدهم، وكشف زيف فكرهم، ودحض حججهم الواهية، وتعريتهم امام العامة، وفضح الاساليب الملتوية التي يستغلون بها السدج لتحقيق أهدافهم الخبيثة، واعتقد اننا مطالبون اليوم قبل غد بالبدء في ذلك.. مؤملاً ان تسارع الجامعات والمدارس ومراكز الاحياء وغيرها من الجهات لاقامة الملتقيات المفتوحة مع الشباب للحوار، وبيان المنهج الصحيح والطريق القويم.. وفي الختام احمد الله تعالى ان حفظ سمو مساعد وزير الداخلية من فعل هذا المجرم ورد كيده الى نحره.