من الصور الجديدة التي بدأت تظهر في المجتمع ما تنقله الصحف بشكل يكاد يكون يوميا من أخبار التحرش التي تبدر من بعض الموظفين تجاه زميلاتهم في العمل، وسواء كانت تلك الأخبار صادقة أو مبالغا فيها، فإنها صارت جزءا من أحاديث الناس ومشكلاتهم اليومية. وحول هذا الموضوع تقول القارئة (هدى أو هيفاء صايغ)، (الاسم غير واضح). في تعليق لها على خبر قرأته في هذه الصحيفة عن تعرض إحدى الموظفات في مستشفى خاص في مكة للابتزاز والتحرش الجنسي من مديرها الوافد، بقولها إنها هي أيضا لها قريبة تعمل في أحد المستشفيات الخاصة في مكة، وأنها تتعرض للتحرش من زميل لها يدعي الحب. ورغم أن هذا الرجل معروف في المستشفى لدى جميع الموظفين بأسلوبه القذر معها ومع غيرها، إلا أن الجميع يفضلون الصمت وعدم التحدث عنه بشيء خوفا على وظائفهم، لعلاقته الجيدة بأصحاب المستشفى الذين لا يعلمون بحقيقته. هذه القارئة تطلب مني أن أنشر رسالتها كي يعرف الناس معاناة بعض الموظفات من مضايقات الزملاء غير المهذبين، وتسألني أن أوظف قلمي لمكافحة مشكلة التحرش. ورغم تعاطفي الكبير مع هذه القارئة وأمثالها من اللاتي يرين أنفسهن ضحايا للتحرش، إلا أني أظن أنهن غير مبرءات من المسؤولية عن ذلك، للصمت وإبداء الضعف، فالخطوة القوية والحاسمة لصد التحرش تبدأ بهن، فالنساء في حاجة إلى أن يكن قويات، وأن يشعرن المتحرش بذلك، فكثير من المتحرشين يجرؤون على النساء حين يرون فيهن ضعفا وخورا، أما المرأة القوية فإنهم يهابونها وسرعان ما يتخاذلون أمامها.. مشكلة النساء في مجتمعنا أن الغالبية منهن نشأن وقد سقي لهن الاعتقاد بأنهن ضعيفات في حاجة إلى حماية من غيرهن، فالمرأة لا تربى على أنها المسؤولة الأولى عن حماية نفسها، وهذا ما يجعل كثيرات من النساء يتوهمن في أنفسهن الضعف والعحز، ويقعن فرائس سهلة الاقتناص أمام المتصيدين. إلا أن ذلك لا يعني أن النساء في غنى عن وجود أنظمة تدعم موقفهن وتحميهن، فهن في حاجة إلى وجود مكاتب للحماية تلجأ إليها المرأة التي تتعرض للتحرش للإبلاغ عن ذلك، لكن الأنظمة تظل دورها داعما لا تكفي وحدها لصد الفاسقين، وتبقى الحاجة إلى الاعتماد على القوة الذاتية، هي المقدمة على كل شيء. حيث لا يحمي المرأة سوى قوتها الذاتية، وليس المقصود بالقوة هنا، القوة العضلية وإنما قوة النفس، المتمثلة في الثقة بالذات والحزم والصرامة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة